أنوار – عنف و إرهاب المستوطنين في مسافر يطا

11 ديسمبر 2025

نوار، شابة تبلغ من العمر 22 عامًا وأم لطفلة من قرية أم الخير في مسافر يطا، تصف حياتها بأنها مليئة بالخوف والحرمان منذ طفولتها. وعلى الرغم من معاناة اليومية وصعوبات التنقل والتعليم، استطاعت إنهاء دراستها الجامعية وتزوجت من ابن عمها، على أمل أن تبدأ حياة أسرية هادئة ومستقرة. لكن فرحتها لم تدم طويلًا، إذ تحولت إلى صدمة حين اقتحم المستوطنون وجنود الاحتلال  الاسرائيلي حفل زفافها، ودمّروا الزينة، وأطلقوا الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، مما أجبر العائلة على إنهاء الحفل بصمت.

في 28 أيار/مايو 2025، وخلال حملها الأول، كانت القيود المفروضة على الحركة تجعل الوصول إلى العيادات الطبية شبه مستحيل. تروي أنوار كيف كانت تسير لمسافات طويلة للوصول إلى العيادة، وغالبًا ما كانت تنهار من شدة التعب. وفي الشهر السابع من الحمل، هاجم المستوطنون، تحت حماية جنود الاحتلال الاسرائيلي ، منزلها وأجبروها على الخروج منه بالقوة، وانهال أحد الجنود عليها بالضرب باستخدام بندقيته على ظهرها وقدميها حتى سقطت أرضًا وهي تنزف. احتاجت إلى 18 غرزة للعلاج وكانت خائفة بشدة على جنينها.

في 27 تموز/يوليو 2025، وبعد 11 يومًا فقط من ولادتها بعملية قيصرية، شنّ المستوطنون وجنود الاحتلال هجومًا جديدًا على قرية أم الخير. قُتل شقيق زوجها الشهيد عودة، وتم اعتقال خمسة من إخوتها وعدد من أقارب زوجها. حُبست قسرياً أنوار مع عشرات النساء والأطفال داخل المنازل التي أُغلقت بالألواح الخشبية والمليئة بالغاز المسيل للدموع، حيث فقدت العديد من النساء وعيهنّ، ومنعت سيارات الإسعاف من الدخول أو تقديم المساعدة. تقول أنوار:
"
احتضنت طفلتي بقوة وغطيت وجهها بشالي لأحميها من الغاز، نسيت ألمي تمامًا، وكل ما فكرت به هو أن تبقى على قيد الحياة."

ومنذ ذلك اليوم، تعيش أنوار في حالة خوف دائم، وغالبًا ما تمضي النهار في منزل والدتها بحثًا عن الأمان. تصف حالتها النفسية الصعبة في ظل التهديدات اليومية من المستوطنين، وتحلم بحياة مستقرة وآمنة لطفلتها. وبرغم معاناتها، تأمل في إيجاد عمل في مجال دراستها لتعزيز ثقتها بنفسها واستعادة بعض من شعورها بالحياة الطبيعية.

كما قالت:
"
اقتحم جنود الاحتلال الاسرائيلي منزلي تحت تهديد السلاح وحاولوا إخراجي أنا وطفلتي بالقوة. حملت طفلتي بشدة، وفي تلك اللحظة كانت مكبرات الصوت تطلب من نساء القرية التوجه إلى منزلي. سرعان ما تجمع أكثر من سبعين امرأة، وأغلق الجنود الأبواب بالألواح الخشبية، وامتلأ المكان بالغاز المسيل للدموع. أغمي على عدد من النساء، ورفض الجنود إدخال الإسعاف أو فتح الأبواب."

اقرأ ايضا في اصوات نسائية: حياة القرية