رصاصتان وغرفة واحدة

09 يناير 2025

لمياء فلسطينية من قرية المغير في محافظة رام الله والبيرة تبلغ من العمر 41 عام وهي أم لخمسة أطفال، تسكن مع عائلتها في مضارب البدو (رأس التنين) القريبة من قرية المغير وبعد عمل شاق لسنوات طويلة في تربية المواشي مع زوجها تمكّنوا من بناء بيتهم الأول وذكرت قائلة: " تعجز كل الأحرف والكلمات وصف فرحتنا بهذا المنزل فهو حلم حياتنا جميعاً، وأصبحت حياتي أكثر راحة واستقرار بالرغم أننا ما زلنا نعمل في تربية المواشي والدواجن".

بتاريخ 12/4/2024 ساعة الظهر تقريباً سمعوا أصوات مكبرات جوامع القرية تحذر من هجوم كبير للمستوطنين على القرية، كانت مشغولة ولم تُدركْ خطورة الوضع كون القرية تتعرض بشكل دائم لمثل هذه الهجمات، وبعد ساعتين  وأثناء تواجدها مع أطفالها وحدهم في البيت جاءها اتصال هاتفي من أهلها لتحذيرها بشأن الوضع وأن هناك أعداد كبيرة من المستوطنين تقترب من منزلها، خرجت من البيت وأخبرت اثنين من أطفالها بأن يقوموا بإبعاد الأغنام والدواجن بعيداً عن المنطقة كونها مصدر رزقهم الوحيد، وأثناء جَمْعِهم للمواشي بدأ المستوطنين بإلقاء الحجارة عليهم حيث كانت أعدادهم كبيرة وكانوا يتمركزون في المنطقة الشمالية من الجبل المقابل للمنزل، هرب أولادها مع المواشي في حين بقيت هي وابنتها تحميان المنزل وحينها كانت الحجارة تُلقى عليهم من كل صوب ومكان.

أثناء ركضها مع ابنتها هرباً من رشقات الحجارة وخلال محاولتها حماية ابنتها شعرتْ بحجر كبير أصاب رأسها من الخلف أفقدها توازنها وسقطت أرضاً من شدة الألم وإذا بحجر آخر يصيب صدرها وعلى إثر ذلك فقدت وعيها تماماً، استيقظت خلال وقت قصير على شبان القرية وهم يدافعون مع عائلتها ضد المستوطنين وزوجها يصرخ لإبعادهم لكن دون فائدة، جلست بجانب المنزل تتفقد أسرتها وفي تمام الساعة السادسة عصراً تقريباُ بدأ المستوطنون يطلقون الأعيرة النارية وكان من الواضح أنهم يستهدفون أصحاب المنزل حيث أصابت الرصاصة الأولى جسد ابنتها، وأثناء ركضها مسرعة نحو ابنتها اخترقت رصاصة جسدها أيضاً أفقدتها الوعي تماماً.

تم نقلها إلى مستشفى رام الله الحكومي وعندما استيقظت أخبرها الطبيب بأنه تم استئصال الرصاصة من جسدها بعد أن نزفت الكثير من الدماء وقرر الطبيب أن تبقى في المستشفى تحت المراقبة مدة خمسة أيام، وكانت هي وابنتها في نفس الغرفة جراء إصابتهن بالأعيرة النارية. عند عودتها إلى المنزل أُصيبتْ بصدمة وحزن شديد حيث لم تتمكن من التعرف على المكان كل شيء محترق ومدمر واللون الأسود يغلف كل شيء فكل ما يمتلكونه حرقهُ الإحتلال أمام أعينهم.

لم يكن هناك خيار أمام الأسرة سوى العيش في خيمة بجانب المنزل والتي خلت من أي مقومات للحياة حيث لا ماء ولا كهرباء وذكرت قائلة: " ما تعرضت له من محاولة قتلي وقتل ابنتي وحالة الخوف الشديد على أطفالي وحرق منزلي وكل ممتلكاتنا أُحَمّله مباشرة للاحتلال الإسرائيلي الذي يقف دائماً ويحمي هؤلاء المستوطنين"

اقرأ ايضا في اصوات نسائية: العنف ضد المرأةحياة القرية