ص،ن فلسطينية من قرية المغير في محافظة رام الله والبيرة تبلغ من العمر 40 عام وهي أم لأربعة أطفال، بتاريخ 12/4/2024 اجتمعتْ مع أفراد عائلتها في البيت بمناسبة عيد الفطر وأثناء تحضيرها طعام الغداء في الساعة الواحدة ظهراً سمعوا أصوات مكبرات الجوامع تحذّر سكان القرية من هجوم محتمل للمستوطنين على القرية في ظل تزايد أعدادهم بشكل غير طبيعي، توجّهت على الفور إلى مستوصف القرية كونها متطوعة منذ أكثر من عشرين عام مع الهلال الأحمر في مجال الإسعافات الأولية، وفي كل مرة كانت تتعرض فيها القرية لهجوم المستوطنين كان دورها كمتطوعة من ضمن مجموعة المتطوعين التواجد الفوري في مستوصف القرية لتقديم ما يلزم من إسعافات أولية للجرحى.
خلال الساعات الأولى من هجوم المستوطنين كانت معظم الحالات التي تصل إلى المستوصف قد تعرضت لإصابات بالحجارة ألقاها عليهم المستوطنين، ثم بدأ الوضع يزداد خطورة حيث وصلت أول إصابة بالرصاص الحي وحينها قررتْ هي وبعض أعضاء الفريق الذهاب بسيارة الإسعاف إلى موقع الهجوم خوفاً من حدوث إصابات قد يتعذر عليها الوصول إلى المستوصف، وكان هناك إصابات متعددة بالرصاص الحي كما هو متوقع، وكانت أصعب الحالات عليها هي إصابة صديقتها الخطيرة جداً برصاص الدمدم المتفجر في الساق حيث لم تستطع أن تتمالك نفسها وأصابها انهيار عصبي عند رؤية صديقتها.
أغلق جنود الاحتلال المدخل الغربي الوحيد للقرية ومنعوا السيارات التي تحمل المصابين من الخروج، ولم تنجح الاتصالات للسماح لسيارة إسعاف واحدة على الأقل بالتوجه للمستشفى، فقرروا كمسعفين القيام بكل ما يلزم لإنقاذ حياة الجرحى، كانت هناك أكثر من ثمانية حالات في سيارة الإسعاف إحداها خطيرة جداً أُصيبَت برصاصة في الفك السفلي وإصابات أخرى بالأطراف.
تحاول وقف نزيف المصابين في سيارة الإسعاف لأكثر من ساعتين متواصلتين وذكرت قائلة: " لحظات صعبة جداً أستجمع كل قواي ومهاراتي الطبية لأستطيع تحمل هذا الوضع الخطير الذي يهدد حياة أصدقائي وأقاربي"، بَقِيتْ مع الجرحى بعد السماح لسيارة الإسعاف التوجه بالمصابين إلى المستشفى، طلب الجنود منها وهو يُوجّهون بنادقهم على رأسها عند الحاجز الموجود في أول القرية أن تخرج من سيارة الإسعاف وأي مرافق مع المصابين ليبقى فيها المصابين فقط، وحينها حاولتْ أن تشرح للضابط جاهدة مدى خطورة ترك المصابين لوحدهم في سيارة الإسعاف دون وجود مسعف واحد على الأقل لكن محاولاتها تعرضتْ للرفض، أخرج الجنود المسعفين من سيارات الإسعاف بالسب وتهديد السلاح ورميهم أرضاً، وقفتْ على الشارع تبكي أثناء مشاهدتها وضع أهلها والقرية وصديقتها المصابة وصراخ المصابين من شدة الألم واحتراق منازلهم وسرقة المواشي أمام أعينهم.
صدمة أخرى عند عودتها للمنزل حيث كان جنود الاحتلال قد دخلوا إلى منزلها وقاموا بتكسير كل شيء فيه، بعد أن دخلوه قبل شهر عندما قاموا باعتقال ابنها الأكبر. تحلم دائماً بأن يعيش أبنائها الأعياد بفرحة لكن جنود الاحتلال والمستوطنين يقصدون تحويل الفرحة إلى حزن وذكرت قائلة: " لكن بالرغم من كل ما نتعرض له من تهديد على حياتنا وخطط استعمارية لمغادرة قريتنا والاستيلاء على الأرض ما زلنا نؤمن بأننا أصحاب حق ولا يمكن ترك نهج الصمود والتمسك بحقنا بالحياة على هذه الأرض"