صدمة الفقدان وخسارة كل شيء

16 سبتمبر 2024

أسيل فلسطينية من غزة تبلغ من العمر 26 سنة وهي أم لطفلين بعد أن أخذ العدوان الذي شنَّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة حياة ابنها الثالث وأفقدها جنينها الذي انتظرت مجيئُه على الحياة بحرارة ولهفة لتقوم بتسميته على اسم ابنها الذي فَقَدتْه في العدوان. مع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أخبرها زوجها أن تأخذ الأولاد وتذهب إلى بيت أهلها وتحديداً إلى منطقة حي النصر على أن يبقى هو ووالديه في المنزل، حيث يسكنون في المنطقة الشمالية من مدينة بيت لاهيا القريبة من الحدود والأوضاع الصعبة.

غادرت مع أطفالها ووالداها من غزة إلى مدينة دير البلح واستقروا فيها إلى أن جاء اليوم الذي أُصيبَ فيه والدها وأحد أطفالها نتيجة استهداف المسجد الذي كانوا فيه مما نجم عنه إصابة ابنها بشظايا، وخلال ساعات تعرض لنزيف داخلي في رأسه أفقده الحياة وهو في حضن والدته،أصُيبَ والدها أيضاً في قدميه إصابة بليغة أدخلته غرفة العمليات،وانقطعت الاتصالات في نهاية ذلك اليوم العسير ولم تتمكن من إخبار والده بوفاته حتى قام أعمامه بأخذه إلى والده في غزة وأُصيبَ الأب بصدمة عند رؤية ابنه مكفناً.

ازدادت شدة القصف في مدينة دير البلح لذلك قَررتْ النزوح مع أطفالها ووالديها إلى مدينة رفح، وبعد أشهر قليلة وصلها خبر إصابة زوجها في منطقة الشمال بعد أن اعتقله الجيش لساعات، تألمتْ حينها كثيراً، وسرعان ما بدأ الاحتلال الاسرائيلي العملية العسكرية على رفح مما أجبرهم على النزوح مرة أخرى لمدينة دير البلح والمعاناة في الخيام لا تفارقهم. قَدِمَ زوجها من الشمال جراء الجوع وملاحقة قوات الاحتلال له من أجل أن يسافر ليكمل علاجه حيث استقرت رصاصة في جسده ولكن تم إغلاق المعبر ولم يتمكن من السفر.

لم تكتمل فرحة حملها بطفلها الجديد، حين شعرت ذات ليلة بألم شديد وانتظرت حلول الصباح وذهبت للمستشفى لكن الطبيب أخبرها بأنها أجهضت طفلها جراء تعرضها لضربة قوية، وكان سببها حصول قصف مفاجئ بالقرب من خيمتها وشعرت بألم وخوف حينها لكنها لم تُعره اهتمام في ذلك الوقت. ذكرت قائلة:

" قررت بأن لا أحمل في الحرب حتى تنتهي، لأنني لست قادرة على الإنجاب بهذا الوقت كي لا أخسر طفل ثالث فالحرب جاءت وسرقت مني كل شيئ، أُصيب والدي وزوجي واستشهد ابني وأجهضت طفل".

 

اقرأ ايضا في اصوات نسائية: المرأة الغزية