أسمهان فلسطينية من غزة تبلغ من العمر 60 عام وهي أم ل 12 طفل متزوجة من ابن عمها، وكان لعامل الوراثة دور في مرض أولادها ووفاة بعضهم، تبقى لديها ابنتان واحدة سقطت من مكان عالي وتعرضت لكسر في الفك ولديها مشكلة في النظر وكانت تتعرض للتنمر من الأقارب والأصحاب والمعارف، والأخرى سقطت على البنكرياس في عمر 11 عاما وعانت والدتها معها في المستشفيات، وكانت تسافر مع بناتها للعلاج في المستشفيات لكن بسبب الحرب لم تتمكن من السفر مع أحد بناتها لإكمال علاجها بسبب الحرب.
كانت في جباليا عند بدء الحرب ونزحت إلى خانيونس بسبب اشتداد القصف والدمار ومكثت في بيت للأقارب مدة 4 أشهر، اضطرت إلى ترك المنزل بعد قرار الاحتلال شن عملية عسكرية على خانيونس. اختفى زوجها مدة أسبوع وقررت أن لا تترك المنزل حتى عودته، وعرفت بعد أسبوع أن زوجها محاصر من قبل الجيش في مدرسة قريبة، وتمت محاصرتها مدة 5 أيام في المنزل مع بعض أفراد العائلة نتيجة بقائها وانتظارها زوجها وأُصيبَت هي وابنة ابنها بالقذائف وذكرت قائلة: "في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل هوت على بيتنا طائرة الكواد كابتر و كانت تبعث أصوات ذئب يعوي لنخاف ونرتعب صحينا مفزوعين من النوم كان معنا أطفال وخافوا كثيرا. قمنا بإضاءة كشافات الهواتف حتى نقول لهم بأنا موجودين في المكان".
خرجتْ اسمهان من المنزل ووصلت إلى الممر الآمن في شارع جامعة الأقصى لتتفاجأ بأنه مليء بالدبابات والجرافات في جو بارد وماطر، استمر الجنود في التحقيق معها ومن تواجد هناك أيضاً حوالي 3 ساعات. جلست زوجة ابنها ترضع طفلها البالغ من العمر سنتين على الأرض المليئة بالطين والزجاج والحجارة والمطر، نادى الجنود 5 أشخاص للتقدم للأمام وكانت جثامين الشهداء في كل مكان على الأرض والرجال مكبلين في حفرة عميقة. عبرت الممر الآمن وحينها بدأت الدبابة تُخرِج دخان كثيف تسبب في اختناقهم وعبّرت عن حالتهم قائلة :"كأنه يوم من أهوال يوم القيامة".
وقفوا لمدة 8 ساعات تحت المطر دون القدرة على التحرك حتى طلب منهم الجنود مستخدمين الشتائم العودة للخلف وأن يرجعوا في الصباح ليعبروا الممر ويصلوا للمكان الآمن، عادوا للمر صباحاً وتمكنوا من العبور هي وعائلتها وصولاً إلى منطقة المواصي وأعدت خيمة تحميها من المطر والبرد. بعد 3 أشهر طُلِبَ منها وعائلتها إخلاء المنطقة ووصلوا إلى مدرسة بنات الأمل في الحي الإماراتي بخانيونس، ما زالت في المدرسة حتى الآن منذ شهرين وما زالت تعاني من توفير الطعام والمياه والمستلزمات الأخرى وذكرت قائلة: " ابنتي مريضة وتحتاج لعناية خاصة وطعامها يجب أن يكون خضار ومطبوخ ولم يكن في تلك الفترة سوى المعلبات، ولم يكن هناك مياه صالحة للشرب ولا نظافة ملائمة. ماعدا مشكلة عدم توفر العلاج فهي تتناول جرعات من الأنسولين وعلاجات مكثفة وفيتامينات اوميجا 3”.