أ.ع فلسطينية من الخليل، تبلغ من العمر 31 عامًا وهي أم لطفلين، تسكن في بناية مكونة من ثلاثة طوابق، ويسكن فيها أقارب زوجها أيضاً وتُطِل على شارع كريات أربع الرئيسي، وتعمل معلمة في مدرسة وهي حامل في الشهر الثاني. بتاريخ 14/9/2024 الساعة الواحدة والنصف ليلاً استيقظت على أصوات إطلاق نار في الشارع، وعندما نظرت من النافذة المطلّة على الشارع شاهدت عشرات المستوطنين بعضهم مسلح برفقة جنود الاحتلال الإسرائيلي، ينتشرون في الشارع أسفل البناية، ويهاجمون منازل الفلسطينيين برشقها بالحجارة، ومنهم من يطلق العيارات النارية عليها، اتصل زوجها بشقيقه ليطمئن عليه، وحينها عَلِم بأن شقيقه غادر المنزل مع عائلته لحظة هجوم المستوطنين خوفاً من اقتحام منزلهم والتنكيل بهم.
وهنا قرر زوجها أيضاً مغادرة البناية والهروب إلى مكان آخر حتى ينسحب الجنود من المنطقة، وبقيت هي وطفلاها اللذان يرجفان من الخوف وحدهم، حيث صراخ الجنود والمستوطنين وأصوات الرصاص تملأ محيط البناية، وقررت حينها النزول إلى منزل أحد الأقارب في البناية نفسها، كونها كانت تشعر بالخوف الشديد هي وطفلاها، كانوا يراقبون اعتداءات المستوطنين، وسرعان ما أطلق المستوطنون الرصاص تجاه البناية الذي أصاب الجدران، وتحطمت بعض النوافذ بفعل رشق الحجارة من قبل المستوطنين، ومن ضمنها نافذة الباب الرئيسي للمنزل.
كانت تشعر بالخوف الشديد من اقتحام الجنود والمستوطنين لمنزلها، ومن أن يقوموا بقتلها هي وطفليها، كان طفلاها يبكيان كثيراً كلما سمعا صوت إطلاق الرصاص أو صراخ المستوطنين، ثم بدأت تتقيأ وتنزف وحينها أيقنت بأنها فقدت جنينها وبدأت بالصراخ والبكاء، قامت قريبتها بتهدئتها حتى لا تفقد طفلها، ثم قامت بالاتصال بقريبة أخرى لهما لتتصل بسيارة إسعاف، وصلت سيارة الإسعاف بعد نصف ساعة تقريباً، وقام المسعف بإجراء الإسعافات الأولية اللازمة بفحص ضغط دمها في ظل ما تواجهه أيضاً من صعوبة في التنفس بفعل نقص الأكسجين، ونصحها بالذهاب إلى المستشفى، إلا أنها رفضت قلقاً من ترك طفليها وحدهما في ظل هذه الظروف الصعبة.
وضعها الصحي يزداد سوءاً وكانت تنزف بشكل متقطع حتى غادر الجنود والمستوطنون في ساعات الصباح، فاصطحابها زوجها بعد أن عاد إلى المنزل إلى عيادة طبيبها الذي أخبرها بأنها فقدت الجنين بسبب الخوف والتوتر، ووصف لها بعض الأدوية في ظل عدم الحاجة للذهاب إلى المستشفى،
وذكرت قائلة: "ما زلت أشعر بالحزن الشديد لفقدان جنيني، أطفالي أيضاً لا يكفون عن الحديث عن هجوم المستوطنين ويعانون من القلق وعدم القدرة على النوم وأضطر إلى الذهاب للنوم في غرفتهم حتى يشعروا بالطمأنينة والأمان".