ابتسام سيدة فلسطينية من محافظة طولكرم-مخيم طولكرم تبلغ من العمر 56 عام وهي أم لخمسة أبناء، وهي المعيلة لأسرتها حيث كانت تعمل في مشغل للخياطة قبل أن يتوقف العمل فيه بسبب حرب 7 أكتوبر. بتاريخ 6/5/2024 استيقظت من نومها فجأة على صوت الرصاص وكان قريب جداً من بيتها وأُصيبتْ حينها بالذعر خوفاً من قدوم الجيش الإسرائيلي واعتقال ابنها، سَمِعتْ أصوات الناس يصرخون وحينها ركضت على باب البيت لا تعلم ما يحصل، اقتربت منها أحد قريباتها واحتضنتها وبعد دقائق تجمع الناس في بيتها، وحينها من خوفها بدأت تصرخ وتسأل حول ما يحصل.
في هذه الأثناء ومع تجمع الناس في بيتها، هجمت دوريات جيش الاحتلال الإسرائيلي على بيتها وبدؤوا يطلقون الرصاص في كل مكان، فهربوا إلى داخل البيت وحينها عَلِمَت خبر وفاة ابنها حيث دخلت قوات خاصة إلى المخيم متنكرة تسلَّلت إلى سطح بيتها وأطلقوا الرصاص على ابنها في حين كانت تعتقد أنه نائم، كان الخبر كالصاعقة وبدأت بالصراخ وسؤال الموجودين عن مكان تواجد ابنها الآن، فأخبروها أنه أثناء محاولته الهروب مع أصدقائه أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليهم، وما كان يصعب عليها تصوره هو تواجد ابنها على سطح منزل جيرانها وهي غير قادرة على رؤيته بسبب انتشار عدد كبير من جنود الاحتلال في كل مكان ومجيء دعم إضافي من الجنود لحماية القوات الخاصة وتسهيل خروجهم من سطح منزلها.
ذكرت قائلة: " الله أعطاني إياه بعد أربع بنات، هو حلمي وأملي بالحياة راح بثانية"، انسحب الجنود بعد أكثر من ساعة تاركين ورائهم دماء ابنها وأصدقاؤه ودمار كامل لبيت ابنها، ركضت لترى ابنها لكن أخبرها المتواجدون أنه تم نقله للمستشفى، استجمعت قواها في تلك اللحظة وقررت الذهاب إلى المستشفى لرؤيته حتى تقوم بتوديعه.
اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي المخيم مرة أخرى بعد فترة وطوّق عدد كبير منهم المكان، ودخل الضابط منزلها وبدأ يحقق معها عن ابنها الذي استشهد وعن أسماء أصدقاءه،
وذكرت قائلة: " تمالكت نفسي أمام الضابط وحوّلتُ كل الحزن إلي في قلبي لثقة وإرادة وقوة"
حاول الضابط معها كثيراً للحصول على إجابات وكرر الأسئلة إلا أنها رفضت الإجابة على أي سؤال، وحينها بدأ الضابط يهدد باعتقالها واستمر الجنود بتفتيش منزل ابنها أكثر من ثلاث ساعات، وكان التكسير الذي أحدثه الجنود في منزل ابنها قد طال كل جزء من أجزاء المنزل وأصبح مدمراً.
بعد مرور شهر على وفاة ابنها تعرفت على الكثير من أمهات الشهداء حيث أصبحت أكثر قوة وعطاء، وعملت على إنشاء مبادرة تجمع كل أمهات الشهداء حتى يشاركن في أنشطة متعددة، وأصبحت ترغب في مساعدة أمهات الشهداء مثلها.