اختتام دورة تدريبية حول نظام التحويل للنساء المعنفات

26 سبتمبر 2012

تقرير- نبيل دويكات
اختتم مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي دورة تدريبية حول نظام التحويل للنساء المعنفات. وعقدت الدورة في مقر المركز في مدينة بيت جالا وشارك فيها (25) من العاملين في عدد من المؤسسات العاملة في تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والشرطية للنساء المعنفات في منطقة جنوب الضفة الغربية. وهدفت الدورة التي استمرت لمدة خمسة ايام خلال شهر ايلول الحالي الى هو تطوير قدرات العاملين/ات في التدخل والحماية للنساء المعنفات بين القطاعات الثلاث الصحية والاجتماعية والشرطية، وتكامل الخدمات واليات التحويل عند العمل بين القطاعات الثلاث مع النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف.

من ناحيته قال عبد الرازق غزال- منسق التدريب في مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ان الدورة تأتي في سياق سلسلة متكاملة من الانشطة والفعاليات الهادفة الى تعزيز قدرات العاملين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تقدم خدمات للنساء المعنفات في القطاع الصحية والشرطية. واشار غزال الى ان التدريب يأتي لتعزيز وترسيخ نظام التحويل للنساء المعنفات "تكامل" الذي عمل على بنائه خلال السنوات الاخيرة بالشراكة مع عدد كبير من المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية العاملة في مجال تقديم خدمات صحية واجتماعية وشرطية للنساء والمعنفات، وتهتم بتنسيق جهودها من اجل مواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة. وأكد غزال ان المركز قام باختيار فريق متخصص من المركز وخارجه من العاملين والعاملات الخبراء في مجال التعامل مع النساء المعنفات من اجل المساهمة في مراكمة الخبرات اللازمة في هذا المجال.

واكد غزال انه تم تصميم الدورة التدريبية بصورة شاملة ومتكاملة وشملت عدة محاور تسهم في تعزيز وتكامل خبرات المشاركين ومساعدة المشرفين والمدراء الميدانيين في نقل الخبرات لزملائهم وزميلاتهم العاملين مع النساء المتوجهات وتعزيز التفاعل وتبادل الخبرات فيما بينهم، وبينهم وبين المدربين. اما عن المحاور الرئيسية فقال غزال انها تناولت عناوين النوع الاجتماعي والعنف المبني على أساس النوع الاجتماعي- المبادئ والممارسات المهنية في العمل مع النساء المعنفات، واجراءات الاستقبال والتقصي في العمل مع النساء المعنفات، ومؤشرات العنف ومستوياته، كما تناولت اجراءات التدخل والتحويل للنساء المعنفات - ادوار القطاعات المختلفة في التدخل مع النساء المعنفات، ومهارات وتطبيقات عملية.

عطا جوابره- مدير وحدة حماية الاسرة في شرطة محافظة الخليل اشار الى ان الوحدة تتعامل بصورة مستمرة مع النساء والفتيات المعنفات، وان مشاركته في الدورة جاءت في سياق متواصل من اجل تطوير قدرات وخبرات افراد الشرطة العاملين في وحدة حماية الاسرة من العنف. وقال جوابره ان مشاركته هي جزء من مشاركة متواصل لوحدة حماية الاسرة من العنف في مشروع نظام التحويل للنساء المعنفات منذ بداياته. واكد جوابره ان هناك اهمية كبيرة لتأهيل وتدريب كادر متخصص من وحدة حماية الاسرة في التعامل مع النساء المعنفات، لان ذلك يسهم بشكل كبير في نقل الخبرات وتدريب كافة منتسبي الوحدة حول كيفية وأسس التعامل مع النساء المعنفات. واشار جوابره الى ان التدريب يسهم في تعزيز التعاون وتكامل الادوار بين القطاعات المختلفة، الصحية والاجتماعية والشرطية، من اجل تقديم افضل اداء في التعامل مع النساء المعنفات، ويسهم في توزيع الادوار والمسؤوليات بين القطاعات المختلفة، ويحد بصورة كبيرة من تداخل الادوار والصلاحيات ويعزز الثقة بين القطاعات المهتمة في هذا المجال. وأكد جوابره ان جهاز الشرطة يهتم في مواكبة كافة التطورات وتعزيز خبرات كوادره ومنتسبيه بكل ما هو جديد في مجال العمل مع النساء المعنفات.

الشيخ نبيل عيسى الجعبري- مدير علاقات خارجية في ديوان قاضي القضاة ومكلف بمتابعة الارشاد الاسري في محاكم الخليل- محكمة دورا الشرعية اكد ان هناك اهتمام عالي من قبل ديوان قاضي القضاة بالمشاركة في مثل هذه الدورات التدريبية مشيرا الى ان المحاكم الشرعية تتعامل بصورة يومية مع عدد كبير من قضايا النساء المعنفات والمنتهكة حقوقهن، ولذلك فان هناك حاجة لتطوير خبرات العاملين في المحاكم الشرعية وتعزيز قدراتهم في التعامل مع مثل هذه القضايا، والتعرف على اسس وآليات تحويل النساء الى الهيئات والمؤسسات العاملة في تقديم الخدمات المختلفة للنساء المعنفات كالمؤسسات الصحية والاجتماعية والشرطية. واكد الجعبري ان تطوير كادر المحاكم الشرعية في هذا المجال يسهم ايضا في تعزيز علاقاتهم مع المؤسسات المختلفة مما يساهم في تقديم اداء افضل يسهم في تعزيز دور المحاكم في معالجة القضايا المرتبطة بالعنف ضد المرأة. وحرص الجعبري على دعوة مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي وكافة المؤسسات التي تعمل في مجال مواجهة العنف ضد المرأة الى التواصل المستمر مع ديوان قاضي القضاة وتمكينهم من اشراك كوادره المختلفة في مثل هذه الدورات، وهو امر يلقى اهتمام عالي ورعاية متواصلة من قبل سماحة الشيخ يوسف ادعيس القائم بأعمال قاضي القضاة ورئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي.

حفيظة ابو ارميس-مشرفة قسم العيادات في مديرية صحة بيت لحم اشارت الى ان هناك توجه لدى وزارة الصحة لتطوير خبرات كادر الوزارة في مجال التعامل مع النساء المعنفات للمساهمة في نقل هذه الخبرات الى كل العاملين في المراكز الصحية المختلفة في الوزارة. واكدت ابو ارميس ان مشاركتها في التدريب ساهمت بصورة كبيرة في تعزيز معارفها وخبراتها في كيفية التعامل مع النساء المعنفات، مشيرة الى ان هناك اهمية كبيرة لوجود آليات وبروتوكولات واضحة ومحددة في كافة اقسام ومراكز الصحة لتمكين العاملين والطواقم الصحية من تقديم افضل الاداء في التعامل مع قضايا النساء المعنفات، والتعرف على المؤسسات المختلفة التي يمكن التعامل معها والتحويل اليها عند الضرورة في هذا المجال. واثنت ابو ارميس على اهتمام الوزارة المتواصل في هذا المجال.

في نهاية الدورة التدريبية جرى تنظيم حفل تخريج المشاركين بحضور عدد من طاقم مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي، وقامت امل الجعبة- مديرة مركز المرأة في الخليل بتوزيع الشهادات على المشاركين والمشاركات.

يذكر في هذا الصدد ان مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي انهى العام الماضي بالشراكة مع مؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي مشروعا مدته ثلاث سنوات شاركت فيه العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بهدف بناء تحويل خدماتي- صحي- اجتماعيي قانوني للنساء المعنفات. وتم في نهايته انجاز بناء نظام تحويل يتضمن انظمة وبروتوكولات ومناهج تدريسية في مجالات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية والقانونية والشرطية وآليات تحويل. وتم في نهاية المشروع تسليمه الى وزارتي المرأة والشؤون الاجتماعية وتشكيل عدد من اللجان والهيئات من اجل الدفع لإقراره من قبل مجلس الوزراء وتبنيه كنظام وطني.