تقرير: نبيل دويكات
بالتعاون بين مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ومحافظة اريحا والأغوار ومنظمة أطباء العالم/اسبانيا، ومديرية صحة المحافظة عقدت في قاعة محافظة اريحا والأغوار ورشة عمل تحت عنوان تشبيك أفضل، أمان أفضل للنساء في محافظة أريحا وشارك فيها ما يزيد عن 50 من المشاركات والمشاركين يمثلون المؤسسات الصحية والاجتماعية والشرطية في محافظة أريحا والأغوار. وهدفت الورشة الى تعزيز التشبيك والتعاون بين القطاعات الفاعلة والتي تعمل مع النساء، لتحسين الدعم المجتمعي لضحايا العنف القائم على اساس النوع الاجتماعي. وجاءت الورشة ضمن سلسلة الانشطة التي ينفذها المركز لتعزيز بناء الشراكات المحلية مع جهات ذات علاقة في موضوع خدمة وحماية النساء، وللتعريف بكافة المؤسسات العاملة في المجال وتسهيل عملية التواصل والتنسيق الميداني بين مختلف الجهات مما ينعكس ايجابيا على آليات تحويل النساء المعنفات بصورة مهنية تسهم في توفير الامان والحماية للنساء، وترتقي بنوعية وجودة الخدمة المقدمة لهن.
في بداية اللقاء اكد ماجد الفتياني محافظ اريحا والأغوار أن الكثير لا يريدون مواجهة حقيقة العنف في المجتمع، وعلينا جميعا الاقرار بالحقيقة ومن ثم البحث عن أسباب العنف. وأشار الفتياني الى ان مكتب المحافظة يستقبل حالات وشكاوي تتعلق بالعنف ضد النساء. وأكد الفتياني على اهمية ان تمتلك كافة الجهات والهيئات التي تتعامل مع حالات العنف ضد النساء الوعي والمعرفة الكاملة بطرق وآليات مهنية واضحة للعمل، لان من شأن ذلك المساهمة في تخفيف العبء الواقع عليهن ومعالجة الآثار والانعكاسات السلبية له.
مها أبو ديه مديرة مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي اشارت في كلمتها الى انه ليست هذه المرة الاولى التي يتم فيها التركيز على موضع العنف ضد المرأة في إطار ورشات التشبيك بين المؤسسات، وأكدت على اهمية تكاملية العمل بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، جميع الحضور والممثلين عن المؤسسات المختلفة والدور الذي تقوم به في تطوير وتعزيز التعاون لحماية المرأة. وقالت ابو ديه ان تجربة عمل مركز المرأة في تقديم الخدمات للنساء المعنفات والمنتهكة حقوقهن تشير الى انه بالإضافة الى الحاجة للتعاون والتنسيق بين المؤسسات المختلفة في توفير الخدمات، فان هناك حاجة لعملها من اجل الدفع باتجاه التأثير في السياسات والتشريعات والإجراءات المتعلقة بالعمل مع النساء المعنفات.
أرب العناني مدير صحة أريحا والأغوار في وزارة الصحة أكد أن الوزارة طورت وحدة للصحة النفسية للتعامل مع احتياجات النساء، وهي وحدة لم تكن موجودة سابقا، ولم يكن يتواجد اخصائي نفسي في المراكز الصحية. وأشار العناني الى ان هذه الخدمات تتوفر اليوم في وزارة الصحة بسبب العمل والتنسيق مع مختلف المؤسسات لتوفير الحماية للنساء في المنطقة.
خافيير سالميرون المنسق العام لمنظمة اطباء العالم/اسبانيا شكر بدوره الحضور على اهتمامهم في موضوع التشبيك بين المؤسسات وأكد على ضرورة العمل بين المؤسسات لإنجاح التعاون وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للنساء المعنفات.
من ناحيته منتصر بني عودة مدير وحدة حماية الأسرة من العنف في مديرية الشرطة قام باستعراض دور وحدة حماية الاسرة في جهاز الشرطة في توفير الحماية للنساء والأطفال من العنف، مشيرا الى سعي جهاز الشرطة الى تعزيز وتطوير الشراكة مع المؤسسات العاملة في القطاعات المختلفة.
في الجلسة الثانية من ورشة العمل قام عبد الرازق غزال منسق التدريب في المركز بتوزيع الحضور الى مجموعات عمل بهدف تحليل جوانب الضعف والقوة في التنسيق والتشبيك بين القطاعات المختلفة على عدة مستويات هي مستوى الخدمات المقدمة للنساء ومستوى السياسات والإجراءات التي تتعلق بالعمل بين المؤسسات كافة ومستوى الإعلام ودور في تطوير اليات التشبيك والتعاون والرصد بين المؤسسات.
وفي نهاية الورشة اتفق المشاركين على عدد من التوصيات اهمها العمل على توفير خدمة الارشاد القانوني للنساء في مناطق اريحا وخاصةً في المناطق النائية، وبناء آليات لتبادل المعلومات بين المؤسسات في رصد حالات العنف وفي الدراسات والإحصائيات ومناطق توزيع الخدمات بين القطاعات، وتشكيل لجان فرعية محلية بين المؤسسات في اقامة الانشطة والمشاريع في اطار التعاون، وتفعيل الدور الإعلامي لقضايا النساء والحماية من العنف في مناطق اريحا والأغوار. كما اتفق الحضور على اهمية استمرار العمل بين القطاعات وترجمة هذه التوصيات الى اليات عمل تهدف الى تحسين فرص النساء في تلقي الخدمات الاجتماعية والقانونية والصحية إضافة الى حماية النساء من العنف.