من الصحافية الشهيدة نيرمين حبوش إلى جيل الإعلاميين الجدد:

06 نوفمبر 2025

القدس - جبع – 29 تشرين الأول 2025: في مبادرة تجمع بين الإبداع التكنولوجي والوعي الحقوقي، نظّمت الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب (بيالارا)، بالتعاون مع مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حفل "جائزة بيالارا للإعلام الشبابي – دورة الصحافية الشهيدة نيرمين حبوش 2024–2025" في قرية جبع المقدسية، بمشاركة طلبة من جامعات بيت لحم، النجاح الوطنية، والعصرية الجامعية.

يأتي هذا التعاون في إطار رؤية مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي الهادفة إلى دمج قضايا النساء وحقوقهن في المشهد الإعلامي الفلسطيني عبر أدوات حديثة تُخاطب الوعي الجمعي بلغة الصورة والتجربة الإنسانية. وقد شكّلت هذه الدورة منصة مبتكرة لإعادة سرد الرواية الفلسطينية من منظور الشباب، من خلال تقنيات الواقع الافتراضي (VR) التي تُتيح للمشاهدين خوض تجربة العيش داخل القصة.

واستحضر الحفل إرث الصحافية الشهيدة نيرمين حبوش التي كرّست حياتها لنقل الحقيقة، حيث تم تدريب الطلبة على إنتاج أفلام قصيرة بتقنية الواقع الافتراضي تُجسّد قصص النساء الفلسطينيات وصمودهن اليومي. لم تكن تجربة الواقع الافتراضي مجرد وسيلة عرض فنية، بل كانت جسرًا بين التكنولوجيا والعدالة الجندرية، جمعت بين الإبداع الإعلامي والرسالة الحقوقية التي يتبناها مركز المرأة في توثيق الانتهاكات وتسليط الضوء على النضالات اليومية للنساء الفلسطينيات.

تناولت الأفلام قضايا متعددة مثل معاناة الأسيرات الفلسطينيات في فيلم "قيد 360"، وتجربة النساء الأرامل في فيلم "رحلة بلا شريك" الذي حصد المركز الأول، لتُجسّد هذه الأعمال التقاء الفن بالتأثير الإنساني، وتجعل من التكنولوجيا أداة للدفاع عن الكرامة والحق والذاكرة.

افتتحت الحفل الدكتورة صفاء ناصر الدين، الأمين العام لهيئة الرئاسة في جامعة القدس ورئيسة مجلس إدارة بيالارا، مؤكدةً على "أهمية إدراك الأثر الإنساني للحرب، ودور الصحافيين في نقل الحقيقة من قلب الميدان، واستمرار هذا الإرث من خلال تمكين الشباب وتسليط الضوء على قضايا المرأة وحقوقها."

كما أشادت ناصر الدين بالشراكة بين المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني، وبشكل خاص مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي الذي يعمل على ربط الإعلام بالقانون وتمكين النساء من رواية قصصهن بأصواتهن.

من جانبها، تحدثت السيدة هانيا البيطار، المديرة العامة لبيالارا، عن "أهمية انخراط الشباب في الإعلام واكتساب مهارات رقمية متقدمة، واستخدام التكنولوجيا كأداة فاعلة لنقل الحقيقة وتسليط الضوء على قضايا المرأة والمجتمع، بالشراكة مع مؤسسات متخصصة كـ مركز المرأة الذي يمنح التجربة بعدها الحقوقي والإنساني."

أما الدكتور بصري صالح، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فأكد في كلمته على "أهمية الدمج بين التعليم والتكنولوجيا في صناعة جيل من الروّاد الشباب في مجال الإعلام، بحيث تصبح التربية الإعلامية والمعلوماتية جزءًا من وعي المجتمع وأداة لتمكين الجيل القادم من نقل الرواية الفلسطينية بمسؤولية ومصداقية."

وتضمّن الحفل جولة داخل القرية الرقمية في جبع، حيث تعرّف الحضور على المشروع الفني "التوابيت تتحدث"، وهو مشروع أعدّه مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ضمن جهوده في توثيق الانتهاكات ضد النساء الفلسطينيات. يتكوّن المشروع من توابيت رمزية مزوّدة بشاشات وسماعات تُمكّن الزائرين من الاستماع إلى شهادات حقيقية لنساء فلسطينيات، في تجربة مؤثرة تدمج الفن بالتوثيق والذاكرة الجمعية.

وأكد مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، أن التعاون مع الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب (بيالارا) يعبّر عن رؤية مشتركة ترتكز على تمكين النساء والشباب في الدفاع عن العدالة والمساواة، حيث يواصل مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي العمل مع شركائه في فلسطين والمنطقة لإيصال أصوات النساء، وإنتاج محتوى إبداعي وحقوقي يُعيد تشكيل الرواية الفلسطينية من منظور إنساني مقاوم. في زمنٍ تُخاض فيه الحروب بالروايات، نؤمن بأن صوت المرأة هو جوهر الحقيقة وصوت الوعي والكرامة."