تستمر لليوم الثاني على التوالي فعاليات الدورة التدريبية التي ينظمها مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ومؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي لمجموعة من العاملين في مجال الخدمات الصحية والاجتماعية في عدد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في محافظتي رام الله والبيرة وأريحا. وتهدف الدورة إلى تدريب العاملين في هذه المجالات على كيفية استخدام نظام التحويل الخدماتي للنساء المعنفات. وتستمر فعاليات الدورة التدريبية لمدة أربعة أيام، ويشارك فيها عاملين صحيين واجتماعيين من محافظتي رام الله والبيرة وأريحا ووزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق النفقة الفلسطيني وجهاز الشرطة الفلسطيني وجامعة بيرزيت والهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة الغوث ومحكمة أريحا الشرعية والإغاثة الطبية ومركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب وجمعية حماية الأسرة الفلسطينية ولجان العمل الصحي ومركز سوا.
وأشارت سمر الوزني من مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي إلى أن هذه الدورة تأتي في سياق مشروع "نكامل" الذي يعمل عليه المركز منذ ما يقارب العامين ويهدف إلى بناء نظام تحويل خدماتي- قانوني- صحي- اجتماعي للنساء ضحايا العنف، بهدف التصدي ومواجهة ظاهرة العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي. وقالت الوزني انه تم خلال العامين الماضيين التنسيق والتعاون مع عدد كبير من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة في التعامل مع النساء والفتيات المتعرضات للعنف، من اجل بناء نظام شامل ومتكامل للتعامل وتحويل النساء المعنفات وتوفير خدمات متكاملة لهن. ونوهت الوزني إلى انه في سياق ذلك فقد عمل مركز المرأة بالشراكة مع مؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي على بناء هذا النظام الذي يتضمن بروتوكولات وإجراءات وأنظمة للتعامل مع النساء المعنفات في ثلاث قطاعات رئيسية وهي الصحة والخدمات الاجتماعية والحماية (وتشمل الجانب القانوني والتنفيذي).
وأكدت الوزني أن الدورة التدريبية تهدف إلى تدريب العاملين في هذه المجالات على كيفية استخدام البروتوكولات والأنظمة والإجراءات التي تم بناؤها تحضيرا لمرحلة تجريبية لهذا النظام، حيث من المتوقع أن تستمر لستة اشهر بجري بعدها إقرار النظام بصورته النهائية ومن ثم العمل على تبنيه من قبل الحكومة الفلسطينية وتعميمه على المستوى الوطني. ونوهت الوزني إلى انه تم خلال الأيام الماضية عقد دورة تدريبية مماثلة لمجموعة أخرى من مقدمي الخدمات في هذه المؤسسات.
رنا ازمقنا مستشارة قانونية في محافظة رام الله وعضوة اللجنة التوجيهية للمشروع أشارت إلى أن هذا التدريب يأتي بعد توقيع مذكرة تفاهم برعاية د. ليلى غنام محافظة رام الله والبيرة وذلك من اجل تجريب نظام التحويل لمدة ستة اشهر في منطقة رام الله بالتعاون مع كافة المؤسسات الشريكة. ونوهت ازمقنا إلى أن التدريب هام لتمكين المتدربين وتعريفهم على نظام التدريب من اجل تسهيل نعاملهم به وتطبيقه في مؤسساتهم. وأكدت ازمقنا على أهمية النظام الذي يعتبر الأول من نوعه على المستوى الإقليمي، ودوره التصدي لظاهرة العنف ضد المرأة.
رانية صلاح الدين مركزة الحماية في مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ومدربة في الدورة أوضحت أن التدريب يأتي نتاج عمل وجهد سنوات من الشراكة بين مركز المرأة وكافة المؤسسات العاملة في مجال حماية المرأة المعنفة من محافظة وشرطة وشؤون ومؤسسات المجتمع المحلي، من خلال كوادر سعت باستمرار إلى تطوير قدراتها وإمكانياتها بما يساهم في رسم سياسات وإجراءات عمل ترتقي بالتجربة الفلسطينية في قضايا حقوق الإنسان عامة وقضية المرأة الفلسطينية خاصة، ومواجهة ظاهرة العنف ضدها، وجاء مشروع تكامل ليتوج هذه التجربة لتكون بمثابة وثيقة تفاهم بين مؤسسات تهدف إلى تنسيق وتكامل جهودها للتصدي إلى ظاهرة العنف ضد المرأة .
يذكر أن مركز المرأة ومؤسسة جذور وقعتا منذ بداية العام مذكرات تفاهم مع وزارتي شؤون المرأة والشؤون الاجتماعية بهدف وضع الآليات المناسبة التي تضمن إقرار هذا النظام وتبنيه من قبل الحكومة الفلسطينية وتعميمه على المستوى الوطني. كما وقعتا أيضا على مذكرات تفاهم مماثلة مع عدد من المؤسسات غير الحكومية الشريكة في المشروع بهدف تدريب طواقم هذه المؤسسات وتنسيق جهودها لضمان تنفيذه في كافة المراكز التي تقدم خدمات صحية واجتماعية وقانونية للنساء المعنفات.