بيان صحفي صادر عن مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي في يوم الأرض العالمي: الأرض الفلسطينية بين الإبادة والاقتلاع، والنساء في خط الدفاع الأول

  • الرئيسية
  • الأخبار
23 أبريل 2025

بيان صحفي صادر عن مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي 

في يوم الأرض العالمي: الأرض الفلسطينية بين الإبادة والاقتلاع، والنساء في خط الدفاع الأول

22 نيسان 2025: يحلّ يوم الأرض العالمي هذا العام في وقتٍ يعاني فيه الشعب الفلسطيني من واحدة من أشرس الهجمات الاستعمارية التي تستهدف الإنسان والمكان معًا. فمنذ 8 تشرين الأول 2023، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وتستخدمها غطاءً لتوسيع المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية، في محاولة محمومة لمحو الوجود الفلسطيني واقتلاع ما تبقّى من الأرض.

في ظل هذه الهجمة، يجد الفلسطينيات و الفلسطينيين أنفسهم أمام معركة مصيرية بين التهجير القسري أو الصمود حتى الرمق الأخير.

تهجير ممنهج

منذ بداية العدوان، صادرت سلطات الاحتلال أكثر من 52,000 دونم من أراضي الفلسطينيين، منها 46,000 دونم خلال عام 2024 وحده، تحت ذرائع مختلفة مثل "أراضي دولة"، "محميات طبيعية"، و"أوامر عسكرية". وأُنشئت 13 منطقة عازلة جديدة حول المستعمرات تمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، ما يمهّد لانتزاع ملكيتها.

وتشير بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن الاحتلال أقام 60 بؤرة استعمارية جديدة بعد 8 تشرين الأول، منها 51 في عام 2024، في واحدة من أوسع موجات التوسع الاستيطاني منذ ثلاثة عقود.

الأرض كهوية تُنتزع

بلغت مساحة الأراضي الفلسطينية التي تخضع لإجراءات استعمارية مباشرة نحو 2,382 km²، أي ما يعادل 42% من الضفة الغربية و70% من المناطق المصنفة (ج). ويترافق ذلك مع 939 إخطار هدم، و684 عملية هدم فعلية خلال عام 2024، معظمها في القدس والخليل ونابلس وأريحا.

هذه الأرقام لا تعني فقط مساحة تُسرق، بل قرى تُخنق، وسبل عيش تُدمر، وهوية تُجتث من جذورها.

النساء الفلسطينيات: حارسات الأرض والذاكرة

في هذا السياق، تتحمل النساء الفلسطينيات، وخاصة العاملات في الزراعة، العبء الأكبر. في الضفة الغربية، تواجه النساء اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين المدججين بالسلاح، وحرمانًا ممنهجًا من الوصول إلى أراضيهن. يتم استهدافهن خلال مواسم الحصاد، وتتعرض منتجاتهن للتخريب أو المصادرة، ما يضاعف من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يعانين منها أصلًا.

وفي قطاع غزة، أدّت الحرب إلى تدمير أكثر من 70% من الأراضي الزراعية، وتسميم التربة والمياه نتيجة القصف واستخدام أسلحة محرمة دوليًا. تم إحراق مئات البيوت البلاستيكية، وتدمير شبكات الري، وتجريف الحقول بشكل ممنهج. النساء في غرة، وهنّ العمود الفقري للأمن الغذائي، خسرن سبل عيشهن وتضاعفت عليهن أعباء الرعاية والنجاة في ظل حصار وتجويع ممنهج.

شهادات حيّة على الجريمة

تقول "م.ن"، مزارعة من جنوب نابلس:

"أرضي هي كل ما أملك. المستوطنون اقتلعوا أشجاري وضربوني أمام أطفالي. لكنني سأعود. سأزرع ولو زهرة على ترابها."

وفي غزة، توثّق إحدى السيدات:

"كنا نقطف البندورة تحت القصف. لم نعد نملك حتى ترابًا صالحًا للزراعة. لكننا لم نغادر أرضنا، ولن نفعل."

التمسّك بالأرض: فعل مقاومة

يرى مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي أن تمسّك النساء الفلسطينيات بأرضهن هو فعل مقاومة في وجه الإبادة والاقتلاع، وانحياز للكرامة والهوية. في يوم الأرض العالمي، يدعو المركز إلى وقف جميع عمليات المصادرة والتهجير والتوسع الاستيطاني، ومساءلة دولة الاحتلال على تدميرها الممنهج للزراعة الفلسطينية كأداة تطهير عرقي، ودعم المبادرات النسوية وتمكين النساء من الوصول إلى الأرض وأدوات الإنتاج، والاعتراف بأن الصراع على الأرض في فلسطين هو صراع وجود لا نزاع حدود، وضمان تمثيل النساء الفلسطينيات في جميع لجان التخطيط واعادة الاعمار. و ندعو إلى تبني سياسات بيئية عادلة، شاملة، وقائمة على النوع الاجتماعي، فلا عدالة بيئية دون عدالة اجتماعية، ولا عدالة اجتماعية دون إنهاء الاحتلال.

في يوم الأرض العالمي ، نؤكد أن الأرض ليست ملف تفاوض، بل أساس الوجود الفلسطيني.

لا عدالة بيئية دون عدالة اجتماعية ، ولا عدالة اجتماعية دون إنهاء الاحتلال.


مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي
22 نيسان 2025