بيان صحفي صادر عن مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي
بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني – 5 نيسان/أبريل 2025
أطفال فلسطين بين أنقاض العدوان وألم التجويع: طفولة تُدفن قبل أن تُولد
يُحيي الشعب الفلسطيني هذا العام يوم الطفل الفلسطيني في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة يعيشها أطفال ونساء قطاع غزة والضفة الغربية، في أعقاب 534 يوماً من حرب الإبادة والتجويع التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنّها بلا هوادة. ففي وقت يُفترض فيه أن يكون هذا اليوم مناسبة للاحتفاء بحقوق الطفولة، يجد أطفال فلسطين أنفسهم في مواجهة الموت، الفقد، الجوع، والتشريد.
طفولة مستهدفة وعدوان مستمر
منذ 7 تشرين الأول 2023 وحتى 23 آذار 2025، استشهد أكثر من 17,954 طفلًا في قطاع غزة وحده، من بينهم 274 رضيعًا و52 طفلًا ماتوا جوعًا في ظل حصار خانق طال حتى الغذاء والدواء. وتشير الإحصائيات إلى أن النساء والأطفال شكّلوا أكثر من 60% من إجمالي الضحايا، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين، معظمهم من الأطفال.
في الضفة الغربية، استشهد 188 طفلًا، وجُرح المئات، نتيجة تصاعد العنف والاقتحامات والاعتقالات، والتي شملت أكثر من 1,055 حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين منذ بدء العدوان. تعرّض هؤلاء الأطفال لانتهاكات جسيمة، منها الاعتداء الجسدي والحرمان من التعليم والمساعدة القانونية، في خرق فاضح لاتفاقية حقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني.
الطفولة خلف القضبان: أطفال فلسطين في سجون الاحتلال
لم يسلم الأطفال الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس من حملات الاعتقال الممنهجة، حيث اعتقل الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى آذار/مارس 2025، أكثر من 1,055 طفلًا، لا يزال منهم قرابة 200 طفل يقبعون في سجون الاحتلال حتى اليوم، في ظروف قاسية تنتهك أبسط حقوقهم. ويتعرض هؤلاء الأطفال إلى التعذيب الجسدي والنفسي، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية، والحرمان من التعليم، والرعاية الصحية، والزيارات العائلية، بما يخالف كافة المواثيق الدولية واتفاقية حقوق الطفل.
قطاع غزة: مقبرة مفتوحة للطفولة
بلغ عدد الأيتام في قطاع غزة 39,384 طفلًا، من بينهم ما يقارب 17,000 فقدوا كلا الوالدين. هؤلاء الأطفال يعيشون دون حماية أو دعم نفسي، وسط ظروف إنسانية كارثية تفاقمت بفعل الدمار الشامل للمنازل والمدارس والمرافق الصحية، وتدهور غير مسبوق في التغذية، حيث يُتوقّع أن يعاني 60,000 طفل من سوء تغذية حاد، من بينهم 12,000 حالة حرجة قد تهدد الحياة.
الحق في التعليم… مدفون تحت الركام
دُمّرت أكثر من 111 مدرسة حكومية بشكل كلي في غزة، و241 مدرسة أخرى تعرّضت لأضرار جسيمة، إلى جانب عشرات المدارس التابعة للأونروا. حُرم 700,000 طالب وطالبة من حقهم في التعليم، فيما قضى 12,441 طالبًا وطالبة، و519 معلّمًا ومعلّمة، نتيجة القصف. ومع توقف الدراسة النظامية لعامين متتاليين، بات جيل كامل مهدّدًا بضياع مستقبله.
في الضفة الغربية، لم تسلم المؤسسات التعليمية من الاعتداءات، حيث وثّقت وزارة التربية والتعليم 2,274 انتهاكًا بحق البيئة التعليمية، بينها اقتحامات واعتقالات وهدم مدارس، ما أدّى إلى حرمان مئات الآلاف من الطلبة من الوصول الآمن إلى التعليم.
الصحة في مهب الانهيار: الموت يلاحق الأطفال في كل زاوية
أصيب أكثر من 7,065 طفلًا في غزة بإعاقات دائمة، نتيجة استخدام أسلحة محظورة دوليًا، بينهم مئات فقدوا أطرافهم أو حواسهم الأساسية. في الوقت ذاته، يواجه 7,700 طفل حديث ولادة خطر الموت بسبب نقص الحاضنات والأدوية، وانهيار النظام الصحي بفعل القصف المتواصل والحصار المطبق.
مطالب مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي
أمام هذه الجرائم المستمرة بحق الطفولة الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، فإن مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي يطالب بـ:
في يوم الطفل الفلسطيني، لا نرفع الزينة... بل نرفع الصوت.
نطالب بالعدالة، بالحماية، وبطفولة لا تُغتال تحت الحصار والقصف والجوع.
صادر عن: مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي
رام الله – فلسطين
5 نيسان/أبريل 2025