فلسطين – 8 آذار 2025: في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، أحيت مجموعات المتطوعين بالتعاون مع مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي يوم المرأة العالمي بسلسلة من المبادرات الميدانية والإعلامية التي تسلط الضوء على معاناة النساء الفلسطينيات تحت الاحتلال. وتركزت هذه الفعاليات على توثيق الاعتداءات التي يتعرضن لها، سواء من قبل المستوطنين في الضفة الغربية، أو أثناء الاعتقال في سجون الاحتلال، في محاولة لإيصال أصواتهن إلى العالم وتعزيز الجهود القانونية والإعلامية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه.
في مسافر يطا جنوب الخليل، نظم متطوعون زيارة ميدانية إلى قرية أم الخير، حيث التقت المجموعة بعدد من النساء اللواتي يتعرضن لاعتداءات متكررة من المستوطنين، في ظل مساعٍ حثيثة لتهجير الأهالي قسريًا. وتحدثت النساء عن الانتهاكات اليومية التي تشمل الاعتداءات الجسدية، تدمير الممتلكات، تقييد الحركة، وحرمانهن من الوصول إلى الخدمات الأساسية. وأشارت إحدى السيدات إلى أن "الاحتلال والمستوطنين يحاولون خنق وجودنا هنا، لكننا صامدات رغم كل شيء."
في قلقيلية، تركزت المبادرة على توثيق معاناة الأسيرات المحررات، حيث أجرت مجموعة من المتطوعين مقابلات مصوّرة مع ثلاث أسيرات سابقات سردن خلالها تجاربهن داخل المعتقلات الإسرائيلية. وتحدثن عن ظروف الاعتقال القاسية، والتعذيب النفسي والجسدي، والإهمال الطبي، إلى جانب حرمانهن من رؤية أطفالهن. ومن المقرر أن يتم إنتاج فيلم وثائقي قصير يوثق هذه الشهادات، ليكون أداةً للتوعية بحجم المعاناة التي تعيشها الأسيرات الفلسطينيات خلف القضبان.
تأتي هذه المبادرات في سياق الجهود المستمرة التي يبذلها مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي بالشراكة مع المتطوعين لتوثيق جرائم الاحتلال، وإيصال صوت النساء الفلسطينيات اللواتي يواجهن القمع المزدوج: عنف الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات الممنهجة داخل المعتقلات وخارجها. وتعكس هذه الفعاليات التزام المؤسسات الحقوقية بالدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية، وتسليط الضوء على معاناتها في ظل الاحتلال الذي يستهدفها بصور متعددة، من الاستيطان إلى الاعتقال، مرورًا بالحصار والتضييق المستمر.
