طولكرم – 29 ديسمبر 2024 - في إطار أنشطة وفعاليات المجموعة المساندة لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي/مجموعة الإعلاميين والإعلاميات، نظّمت المجموعة بالتنسيق مع جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة الفلسطينية في محافظة طولكرم مبادرة لدعم وإسناد النساء المتضررات من سياسات الاحتلال في مخيمي طولكرم ونور شمس. يأتي هذا التحرك استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها النساء في المخيمين، جراء الاجتياحات المتكررة التي بلغت أكثر من 20 مرة خلال عام واحد، وأسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء واعتقال المئات، وتدمير واسع للمنازل والممتلكات العامة والبنى التحتية.
تدهور الأوضاع الإنسانية في المخيمين
يواجه مخيما طولكرم ونور شمس أزمة حادة في توفير الاحتياجات الأساسية، بعد أن تعرضت مئات المنازل للتدمير الكلي أو الجزئي، وشملت الأضرار خطوط المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والشوارع والمرافق العامة. وتفاقمت المعاناة في ظلّ سياسة الإغلاق وانعدام فرص العمل، فيما تعاني العديد من العائلات من فقدان معيليها بسبب عمليات القتل والاعتقال التي طالت الرجال والنساء وحتى الأطفال.
وتبرز معاناة النساء على نحو خاص، إذ تضطر بعض العائلات للعيش في منازل مدمرة أو شبه مهدّمة، أو في خيام أقيمت على أنقاض المنازل المدمرة كليًا. كما أدّى تردي الوضع الاقتصادي وانعدام الدخل إلى زيادة الضغط النفسي والاجتماعي على النساء اللاتي يتحملن أعباءً إضافية في رعاية الأسر وسط ظروف غاية في القسوة.
مبادرة الدعم النفسي والاجتماعي
نظّم أعضاء المجموعة المساندة والناشطات الفاعلات في مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، بالتعاون مع جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة الفلسطينية، لقاءً ضمّ نحو 30 سيدة من المخيمين. استُهلّ اللقاء بكلمة ليلى خالد، عضوة المجموعة المساندة، عرّفت خلالها بالمبادرة والقائمين عليها، وأبرزت الخدمات والبرامج التي يقدمها مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي للنساء في مختلف محافظات الوطن. وأشادت خالد بدور المرأة الفلسطينية في كافة مجالات النضال والحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية، مؤكدة أنّ هذه المبادرة هي خطوة صغيرة تُعبّر عن الالتزام تجاه صمود النساء الفلسطينيات في مواجهة الظروف الراهنة.
دعم الشراكات وتعزيز التعاون
بدورها، ألقت ندى طوير كلمة باسم جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة الفلسطينية، رحبت خلالها بمبادرة المجموعة المساندة، وأكدت على الشراكة المثمرة بين الجمعية ومركز المرأة في خدمة قضايا النساء الفلسطينيات وتعزيز قدراتهنّ على مواجهة التحديات. وأشارت طوير إلى أنّ مخيمي طولكرم ونور شمس تعرّضا خلال الفترة الماضية لنحو 33 عملية اجتياح، ما أدّى إلى تدمير واسع في البنى التحتية والممتلكات، وزيادة حدة التردي الاقتصادي والاجتماعي، لينعكس ذلك بشكل مباشر على النساء والأطفال.
جلسة تفريغ نفسي وتوزيع طرود
عُقدت أثناء اللقاء جلسة تفريغ نفسي واجتماعي أشرفت عليها خبيرة متخصصة من مجموعة المسرح الواقعي العالمي، في إطار مساعدة النساء على تجاوز الضغوط النفسية التي خلّفتها عمليات التدمير والتهجير وفقدان المأوى والمعيل. وفي ختام اللقاء، جرى توزيع طرود على النساء المشاركات، احتوت على مجموعة من المواد التموينية الأساسية، في بادرة للتخفيف من الأعباء المعيشية التي تواجههنّ.
تأكيد على الواجب المجتمعي
أجمعت المشاركات من المؤسسات المنظمة للفعالية على أنّ هذه الخطوة ما هي إلا بداية لسلسلة من الأنشطة والمبادرات الهادفة إلى تعزيز صمود النساء الفلسطينيات ودعمهنّ ماديًا ومعنويًا، وأنّ الجهود المشتركة بين المؤسسات المجتمعية لا بد أن تتواصل لتخفيف المعاناة عن المواطنين عمومًا والنساء خصوصًا في مخيمي طولكرم ونور شمس.
