في يوم الطفل العالمي، الذي يُصادف 20 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، نُجدد التأكيد على أهمية حماية حقوق الأطفال وتعزيز رفاهيتهم. هذا اليوم، الذي أقرّته الأمم المتحدة عام 1954، يحمل رمزية خاصة، إذ يوافق ذكرى اعتماد إعلان حقوق الطفل عام 1959 واتفاقية حقوق الطفل عام 1989. لكن هذه المبادئ والمواثيق الدولية، التي تهدف إلى ضمان حقوق الأطفال في الحياة، الأمان، التعليم، والصحة، تواجه تحديًا صارخًا في فلسطين، حيث يعاني الأطفال من انتهاكات جسيمة بسبب الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية.
وفقًا للإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يشكل الأطفال حوالي 43% من سكان فلسطين (41% في الضفة الغربية و47% في قطاع غزة)، حيث بلغ عددهم منتصف 2024 نحو 2.4 مليون طفل. هذه النسبة العالية تعكس دور الأطفال المحوري في المجتمع الفلسطيني، لكنها أيضًا تجعلهم في قلب المأساة الناتجة عن الاحتلال والعدوان.
منذ بداية العدوان الإسرائيلي في تشرين أول/أكتوبر 2023، استشهد 14,350 طفلًا في قطاع غزة، أي ما يعادل 4 أطفال كل ساعة. يمثل الأطفال 44% من إجمالي عدد الشهداء، بينما شكّل الأطفال والنساء 70% من المفقودين البالغ عددهم 7,000 شخص. في الضفة الغربية، استشهد 117 طفلًا وأصيب 724 آخرون بجروح منذ بدء العدوان، فضلًا عن تهجير 710 أطفال نتيجة هدم المنازل.
خلال العام 2023، اعتقلت قوات الاحتلال 1,085 طفلًا من الضفة الغربية، بينهم 500 طفل تم اعتقالهم بعد بدء العدوان على غزة.
حُرم نحو 620,000 طالب وطالبة في قطاع غزة من حقهم بالتعليم نتيجة القصف العنيف، حيث دُمّرت العديد من المدارس وتوقفت العملية التعليمية تمامًا. استشهد 6,050 طالبًا وأُصيب أكثر من 10,000 طالب منذ بدء العدوان.
يواجه 95% من سكان قطاع غزة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. ارتفعت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في بعض المناطق إلى 31%، مع تسجيل 28 حالة وفاة بين الأطفال بسبب الجوع والجفاف.
يولد يوميًا نحو 180 طفلًا في ظروف مأساوية، حيث يعاني العديد منهم من نقص الوزن وسوء التغذية بسبب معاناة الأمهات من الجفاف والفقر الغذائي.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 816,000 طفل في غزة بحاجة إلى دعم نفسي نتيجة مشاهد القتل والدمار وفقدان الأحباء والمنازل. هذه الآثار النفسية قد تمتد لعقود، مما يهدد مستقبل جيل بأكمله.
في هذا اليوم العالمي، نُطلق نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي ولجميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية بضرورة التحرك الفوري لحماية أطفال فلسطين وضمان حقوقهم. إن حماية الأطفال الفلسطينيين ليست مجرد واجب إنساني وأخلاقي، بل هي التزام قانوني وفقًا للمعاهدات والاتفاقيات الدولية.
نؤكد أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأطفال الفلسطينيين يمثل خطرًا جسيمًا على مستقبل الطفولة في فلسطين. ونُطالب المجتمع الدولي بوقف هذه الجرائم ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته المتواصلة.
أطفال فلسطين يستحقون حياة كريمة وآمنة، مثل أي طفل آخر في العالم. العمل على إنهاء معاناتهم هو مسؤولية إنسانية وقانونية يجب أن يتولاها الجميع دون تأخير.
مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي
20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024