رام الله، 6 نوفمبر 2024 – نظم مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، بالتعاون مع منتدى المنظمات الأهلية لمناهضة العنف ضد المرأة، لقاءً حواريًا معمقًا لمناقشة مسودة تقرير "بيجين+30". جاء اللقاء وسط ظروف حساسة يمر بها الشعب الفلسطيني، حيث تتصاعد التحديات الاجتماعية والسياسية التي تثقل كاهل النساء الفلسطينيات، خاصة في ظل الإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها الشعب منذ 7 أكتوبر 2023، إذ قتل الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه الفترة أكثر من 12 ألف امرأة فلسطينية.
افتتحت اللقاء السيدة رندة سنيورة، مديرة مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، مؤكدةً على أن إعداد هذا التقرير يمثل خطوة ضرورية لفهم التحولات والتحديات التي واجهت النساء الفلسطينيات على مدار العقود الثلاثة الماضية، خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة التي شهدت انتشار جائحة كورونا وتداعياتها العميقة على المجتمع الفلسطيني، تلتها الحرب الأخيرة التي أثرت بشكل عميق على أوضاع النساء. وأوضحت أن التقرير يركز على تحليل شامل للإنجازات والعوائق أمام تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين وتمكين المرأة في فلسطين، مما يعكس أهمية تسليط الضوء على هذه القضايا في ظل الصراع المستمر.
بدورها، قدمت الدكتورة ميساء شقير عرضًا تفصيليًا لأبرز محتويات التقرير، الذي يتناول مجالات الاهتمام الـ12 التي اعتمدتها أجندة بيجين العالمية، مسلطةً الضوء على قضايا جوهرية تتعلق بتحسين واقع النساء الفلسطينيات. ركزت شقير على قضايا مثل التنمية الشاملة، وضمان العمل اللائق للنساء، والقضاء على الفقر، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى الحريات الأساسية وحق التحرر من الخوف والقوالب النمطية التي تُقيد أدوار النساء. كما تناولت جهود حفظ البيئة وإعادة تأهيلها، ومشاركة النساء في صنع القرار، وضرورة بناء مؤسسات فلسطينية حساسة للنوع الاجتماعي.
أثارت المناقشات اللاحقة حوارات غنية بين المشاركين والمشاركات، الذين أكدوا على أهمية تعزيز الأطر القانونية والاجتماعية لحماية النساء ودعمهن في مواجهة التحديات الحالية. وتطرقت المناقشات كذلك إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في تقديم الدعم للنساء الفلسطينيات، وتحديات تمويل البرامج المجتمعية الداعمة لقضايا المرأة في ظل الاحتلال وأزمة الموارد التي تواجهها هذه المؤسسات.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المستمرة لتعزيز فهم متكامل لحقوق المرأة في فلسطين، حيث يسعى التقرير إلى تقديم رؤية عملية لإزالة العقبات التي تعترض مسيرة المساواة، خاصة في ظل الأزمات المتتالية التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني.