عقد مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي اليوم اجتماعا في مقره في الخليل بهدف بحث وتسليط الضوء على أوضاع النساء في منطقة قرى جنوب شرق الخليل، ومناقشة سبل وأفاق العمل المشترك للنهوض بها. وشارك في الاجتماع عدد من الناشطات النسويات وممثلات عدد من المؤسسات في منطقتي يطا وبني نعيم والقرى المحيطة بهما بالإضافة إلى مجموعة من طاقم المركز وعدد من الإعلاميات الفلسطينيات من منطقة الخليل.
آمال الجعبة مديرة مركز المرأة في الخليل رحبت بالحضور مؤكدة على أن المركز يهدف من خلال عقد الاجتماع إلى بحث وتسليط الضوء على معاناة النساء الفلسطينيات في مناطق شرق وجنوب شرق الخليل، وهي منطقة تشمل بلدات يطا وبني نعيم وعشرات القرى والتجمعات السكنية المحيطة بهما، وتضم في مجموعها ما يزيد عن مائة وخمسون ألف نسمة. ونوهت الجعبة إلى أن تجربة المركز في العمل بين نساء المنطقة أظهرت أن هناك معاناة كبيرة للنساء، ووجود نقص كبير في الخدمات المختلفة التي تقدم للنساء، عدا عن النقص في الخدمات الأساسية والبنى التحتية في بعض التجمعات في المنطقة. وتمنت الجعبة أن تتضافر جهود المؤسسات النسوية في العمل المشترك للنهوض بأوضاع النساء. وطالبت الجعبة وسائل الإعلام المختلفة بلعب دور في تسليط الضوء على الأوضاع المعيشية في بعض المناطق والتجمعات، والتأثير على المؤسسات المجتمعية الحكومية وغير الحكومية من اجل إيجاد الخطط والبرامج التي تسهم في تخفيف معاناة السكان عامة ونساء المنطقة خاصة.
وتم خلال الاجتماع استعراض للوضع القائم في بعض التجمعات السكنية ومنها مثلا المنطقة المسماة مسافر يطا، والتي تشمل ما يزيد عن خمسة عشر تجمع سكني، حيث يعاني السكان الذين يعتمدون في معيشتهم على تربية ورعاية المواشي ويعيش معظمهم في خيم وكهوف، من نقص كبيرة في الخدمات التي تقدم لهم، بل إن بعض هذه التجمعات لا زالت تعاني من عدم توفر الخدمات الأساسية للحياة كالمياه والكهرباء والطرق والمدارس والمراكز الصحية وغيرها، وهو وضع ينعكس بصورة سلبية على نساء وأطفال المنطقة. كما وتعاني بعض التجمعات أيضا من مضايقات المستوطنين واستفزازاتهم المتواصلة، وقيام سلطات الاحتلال بالتضييق عليهم وتهديدهم وترحيلهم من أماكن إقامتهم.
وجرى خلال الاجتماع أيضا استعراض الجهود التي تبذلها عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية والدولية في المنطقة، والبرامج والمشاريع المتنوعة التي تنفذها للفئات المجتمعية المختلفة، إضافة إلى العمل على تحسين البنية التحية في المنطقة. وجرى نقاش أهمية التركيز بشكل خاص على النهوض بأوضاع النساء في الجوانب المختلفة. وأوصت المشاركات في الاجتماع كل المؤسسات العاملة في المنطقة على إعطاء اهتمام خاص لأوضاع المرأة، مؤكدات على أن تنمية المنطقة بشكل عام وتطويرها يتطلب إعطاء اهتمام للتنمية البشرية، وبخاصة للفئات الضعيفة كالنساء والأطفال والشباب باعتبارها احد أهم أسس التنمية الشاملة.
وشارك في الاجتماع ممثلات عن جمعية سيدات الجواير، جمعية العمل النسوي، جمعية سيدات يطا، جمعية المرأة العاملة يطا، برنامج الأم الآمنة التابع لجمعية الهلال الأحمر، جمعية تنمية المرأة الريفية، جمعية سيدات بني نعيم، مكتبة بلدية بني نعيم بالإضافة إلى ناشطات نسويات وإعلاميات من منطقة الخليل.
أجمعت المشاركات على أهمية التنسيق والعمل المشترك بين كل المؤسسات النسوية، لتحقيق تكامل الجهود, كما أوصت بتفعيل العمل التطوعي للمساهمة في هذه الجهود، وتشكيل مجموعة من المتطوعين من اجل متابعة دراسة وفحص احتياجات نساء المنطقة، وتحديد محاور واتجاهات العمل الرئيسية التي سيتم العمل عليها لتحقيق هذا الغرض.