نحن، المنظمات الموقعة أدناه، نود أن نعرب عن قلقنا العميق وأسفنا للخطاب الاستعماري العنصري الذي ألقته سعادة السيدة أورسولا فون ديرلاين، رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، احتفاءً بما أطلق عليه بالذكرى الخامسة والسبعين لما يسمى "استقلال دولة الاحتلال والفصل العنصري"، والذي هو في الواقع خمسة وسبعون سنة على اغتصاب فلسطين واحتلالها من طرف الكيان الصهيوني. في كلمتها، اعتبرت السيدة ديرلاين "دولة الاحتلال" واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط دون ذكر نهائيا الاحتلال الصهيوني العنصري وغير الشرعي للأراضي الفلسطينية والانتهاكات المستمرة لحقوق الفلسطينيين والفلسطينيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والإنسانية وضربه بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية. كما واشارت في خطابها، إلى القيم المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على الرغم من أن "إسرائيل" معروفة بتطبيق نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، والذي تم الاعتراف به وإدانته من خلال تقرير منظمة العفو الدولية في هذا الصدد، والذي نشرته السنة الماضية مضاف اليه تقرير منظمة هيومن رايت واتش، إلى جانب العديد من التقارير الدولية الأخرى الصادرة عن عدد كبير من المؤسسات الدولية ولجان تقصي الحقائق التي انتدبتها الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين والفلسطينيات.
أن تصريح السيدة ديرلاين يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر إحتلال أراض دولة أخرى. ورغم إدانة الاتحاد الأوروبي لسياسات وممارسات الكيان الصهيوني، في أكثر من مناسبة، إلا أن المتحدثة احتفت بالتقدم الذي تحرزه "إسرائيل" وكيف حولت "إسرائيل" الصحراء إلى فردوس. نسيت السيدة أورسولا، في حديثها، أن "إسرائيل" هجرت، قسراً، ثلثي الشعب الفلسطيني في الوقت الذي أعلنت فيه "دولتها" في عام 1948 واستخدمت الأصول والمرافق الفلسطينية التي كانت قائمة في ذلك الحين، بما في ذلك المطار الذي هبطت فيها طائرتها، وهو مطار فلسطيني يحمل اسم "مطار اللد"، نسبة للمدينة الفلسطينية التي يقوم على أراضيها، وأطلق الاحتلال عليه لاحقا اسم مطار "بن غوريون"، ضمن سياسة الاحتلال لتغيير الرواية الحقيقية للواقع في فلسطين وتزوير التاريخ وخلق رواية استعمارية بديلة.
إننا نعتبر خطاب رئيس المفوضية الأوروبية بمثابة ضوء أخضر أعطي لكيان الاحتلال وحكومة المستوطنين الفاشية الحالية التي تحكمه للمضي قدما في سياساتها المتغطرسة ضد الفلسطينيين. وكنا وما زلنا نتوقع من المفوضية الأوروبية المساهمة في محاسبة كيان الاحتلال على جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم العدوان المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وكافة شعوب المنطقة، وليس الاحتفال بإنجازاته.
لقد حان الوقت لكي يستخدم الاتحاد الأوروبي سلطته والضغط على كيان الاحتلال لإنهاء جرائمه ضد الفلسطينيين والفلسطينيات، ووضع حد لاحتلال مستمر منذ ما يزيد عن سبعة عقود ونيف، والضغط لتطبيق القرارات الأممية وقرارات الاتحاد الأوروبي لإنهاء الاستعمار الصهيوني لفلسطين.
حان الوقت لإلزام الكيان المحتل باحترام القانون الدولي بدلاً من الاحتفاء بسياساته، ومكافأته بتعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي معه. حان الوقت لفرض العقوبات على دولة الاحتلال لإنهاء احتلالها غير الشرعي لفلسطين. لقد حان الوقت ليتوقف الاتحاد الأوروبي عن تطبيق المعايير المزدوجة في التعامل مع القضايا العالمية ويعلن موقفًا واضحًا ضد الاحتلال العنصري الصهيوني، خاصة أمام تنامي نظام المقاطعة للكيان الصهيوني عبر العالم، وهو مايشبه ال حد بعيد مقدمات سقوط نظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا.
الموقعون: