سيُعقد في شرم الشيخ من 6 إلى 18 تشـرين الثاني/ نوفمبر 2022 مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي 27 (كوب 27)، حيث يجتمع فيه قادة العالم من أجل عقد مفاوضات بشأن تغير المناخ، ولا بد أن يكون للنساء من المنطقة العربية صوت في هذا المؤتمر.
وبينما نأتي بأغلبيتنا، من دول ومجتمعات نامية ليس لها دور حقيقي في التأثير على أزمة تغير المناخ على هذا الكوكب، إلا أن مجتمعاتنا من أكثر من يعاني من تداعياتها، ولا سيما النساء والفئات المهمشة بالدرجة الأولى. وتعاني المنطقة العربية من تأثيرات تغير المناخ بما فيها ارتفاع درجات الحرارة، ندرة المياه، وارتفاع مستوى البحر، والفيضانات، وقلة المحصول الزراعي، وحدة الطقس الشديد صيفًا وشتاءً، وغيرها من الكوارث التي تتزايد وستتزايد في حال لم تتخذ الدول قرارات حازمة تلتزم بها وتنفذها.
وتعاني النساء في كثير من البلاد العربية من آثار الصـراعات المسلحة والحروب المتتالية، ولا سيما استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. ونتيجة للصـراعات المسلحة المستمرة فإن فئة النساء والشابات هي الأكثر معاناة من المخاطر، بسبب انهيار البنية الأساسية وفقدان سبل العيش الكريم والمسكن، فضلًا عن ارتفاع احتمالات العنف المبني على النوع الاجتماعي والموت والإعاقات الجسدية والنفسية الدائمة.
وفي اجتماع عُقد في العاصمة الأردنية عمان خلال يومي 12 و13 تشـرين الأول/ أكتوبر 2022، بتنظيم من قبل الشبكة العربية للمجتمع المدني النسوي ومؤسسة تقاطعات، وشاركت فيه ممثلات عن 40 جمعية نسوية وبيئية من المنطقة العربية، أكدت المشاركات أنّ الحوار الخاص بتغير المناخ ليس فقط حوارًا علميًّا، بل هو أيضًا حوار اجتماعي وسياسي واقتصادي عن العدالة والمساواة على المستوى الدولي والإقليمي والوطني، وهو حوار يرتبط بالعدالة الجندرية والمساواة بين الجنسين، حيث تتعاظم وتتنوع آثاره على النساء والفتيات. ولذا فإن حلول التغير المناخي لا بد أن تكون عادلة وإلا توسعت الفجوة الجندرية.
وتعاني النساء في العديد من بلدان المنطقة، مثل ليبيا والسودان والعراق، ويضطررن للهجرة من أماكن سكنهن بسبب الفيضانات أو الجفاف أو التصحر، وينتج عن التهجير كثير من الاشتباكات بين المجموعات الاثنية المختلفة، بسبب ندرة الأماكن القابلة للزراعة والبعد عن الأخطار الطبيعية، وتعاني النساء والفتيات كالعادة من انعدام الأمن في هذه الظروف.
وتعتمد الدورة الاقتصادية في العديد من المجتمعات في دول المنطقة، كمصـر والمغرب والعراق وتونس واليمن، على القطاع الزراعي الذي تمثل العمالة النسائية فيه أكثر من 60 في المئة، بينما تمتلك النساء أقل من 10 في المئة من هذه الأراضي، وهكذا يفتقدن القدرة على اتخاذ أي قرار بالنسبة للموارد الطبيعية مثل الأرض والمياه. يضاف إلى هذا التمييز التاريخي المجحف خلال أزمة ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة في الصيف وتدنيها في الشتاء بسبب التغير المناخي، ما يدمر الزراعات في العديد من الفصول ويقضـي على سبل العيش القليلة المتبقية لنسوة يعشن أصلاً في الفقر المدقع.
إننا ندرك أن للوقود الأحفوري الموجود في بعض دولنا العربية والأفريقية دوره في التأثير على تغير المناخ، لذا على دولنا أن تتبنى الانتقال العادل والمنصف لجميع الفئات، لأن النساء يمثلن أكثر من 75 في المئة من فقراء المنطقة العربية، وإننا هنا أيضًا لا نستفيد من الثروات التي تنتجها هذه الموارد، بل نعاني فقط من تداعياتها السلبية في زيادة إصاباتنا بالأمراض المزمنة والمستعصية، كما نعاني من توسيع الهوة الاقتصادية بيننا وبين من يستفيدون من هذه الموارد.
وتتمثّــل مطــالـب النســـاء في المنطقــة العربيـــة بالآتي: