01/5/2021 - رام الله - للعام الثاني على التوالي يطل علينا الأول من أيار عيد العمال العالمي ونحن نعيش كمجتمع فلسطيني، وسائر المجتمعات البشرية، في ظل التبعات والانعكاسات السلبية التي ترتبت على تفشي وانتشار وباء كوفيد-19 والإجراءات والسياسات الطارئة التي جرى اتباعها للتخفيف من آثار الجائحة التي طالت مجمل جوانب ومجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
في عيد العمال العالمي نستذكر ان أكثر التداعيات السلبية للجائحة وما تبعها من إجراءات طارئة وقعت على كاهل العمال، حيث ارتفعت معدلات البطالة بصورة لم يسبق لها مثيل، وفقد آلاف العمال والعاملات فرص عملهم/ن، فيما تعرض آخرون الى تقليص كبير في أيام العمل وفقدان العديد من المكتسبات والحقوق العمالية، وأدى ذلك بدوره الى ارتفاع معدلات الفقر.
وكما يحصل دائما، فإن النساء هن اول المتضررين في زمن الحروب والكوارث وانتشار الأوبئة، وهي آخر المستفيدين عندما يتعلق الامر بأولويات الفرص المتاحة للخروج من كل تلك الازمات المجتمعية. وعلى صعيد النساء الفلسطينيات العاملات، فانه لا شك بان الانعكاسات السلبية لازمة كوفيد-19 قد طالت النساء العاملات أكثر من أي فئة او شريحة اجتماعية أخرى، كما ان حجم الضرر الواقع عليهن يفوق الضرر الواقع على العمال الذكور. وهو مؤشر على التمييز المضاعف الذي تتعرض له النساء الفلسطينيات العاملات، التمييز أولا كونهن عاملات وثانيا كونهن نساء.
أشار الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الى انخفاض نسبة مساهمة المرأة في سوق العمل الى 16% خلال العام 2020 وهي اقل من نسبة مشاركتها في الأعوام 2019 حيث كان تشكل 18.1% من القوى العاملة، و20.8% في العام 2018. وتقاضت ربع النساء العاملات في القطاع الخاص أجور اقل من الحد الأدنى الرسمي للأجور وهو (1450) شيكل شهريا، وانخفض عدد العاملات في القطاع الخاص من (109) آلاف امرأة عام 2019 الى (98) ألف في العام 2020 من مجموع العاملين في هذا القطاع ونسبته تقارب 54% من مجموع مليون عامل فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
بالنسبة للبطالة بين النساء اللواتي فقد بلغت (40%) من النساء المشاركات في سوق العمل، بينما (23%) فقط للرجال خلال عام 2020. اما للنساء اللواتي يحملن مؤهل علمي فقد بلغت (69%) مقابل (39) للذكور. وتعمل 23% من النساء العاملات في القطاع الخاص بدون عقد عمل، فيما تحصل ما نسبته 62% منهن فقط على بعض الحقوق العمالية كالمساهمة في تمويل التقاعد او مكافأة نهاية الخدمة، وحصلت 60% منهن فقط على إجازة امومة مدفوعة الأجر خلال عام 2020. في ذات الوقت.
عانت النساء كذلك خلال ازمة كوفيد-19 من الكثير من الانعكاسات الأخرى كتراجع الشعور بالأمن الوظيفي، واضطرارهن الى العمل بعقود مؤقتة المدة، وفي الغالب دون اأة حقوق ومكتسبات عمالية، كما عانت النساء من خصومات مختلفة على أجورهن، وتقليص أيام وساعات العمل. وفي ذات الوقت فقد ازدادت الأعباء والاعمال المنزلية على كاهلهن، حيث تعطلت المدارس والجامعات ورياض الأطفال والامكان اللعب والترفيه حيث اضطرت النساء لبذل جهد ووقت أكبر في رعاية الأطفال ومتابعة دراستهم، إضافة الى زيادة عبىء الاعمال المنزلية دون مساعدة على الاغلب، ووسط قلق على صحتها وصحة اسرتها ووضعها الاقتصادي وغيره من الانعكاسات المختلفة للإجراءات التي تبعت تفشي الوباء.
رغم ذلك كله فان النساء لم تسلم هي الأخرى من المخاطر الصحية المرتبطة بتفشي الفايروس كالإصابة والوفاة، حيث أشار الجهاز المركزي للإحصاء الى ان نسبة الإصابة بين النساء بلغت 50.8% حتى بداية آذار 2021 مقابل 49.8% بين الذكور من مجموع الإصابات في فلسطين والتي بلغت حتى التاريخ المذكور(185338) اصابة. اما نسبة الوفيات حتى تاريخه فكانت 41.5% من النساء من مجموع (1525) وفاه حتى ذات التاريخ.
نستذكر في هذا اليوم نضالات الطبقة العاملة في كل أرجاء العالم من أجل رفع الظلم والاستغلال عن كاهلها، مثلما نستذكر العمال والعاملات الذي سقطوا شهداء لقمة عيشهم وحقوقهم العمالية، ونستذكر ملايين العمال والعاملات الذين سطروا أروع قصص البطولة والدفاع عن لقمة عيشهم وحقوقهم التي أقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية والقيم والأخلاق الإنسانية. ونستذكر أيضا النساء العاملات المناضلات اللواتي حملن على عاتقهن لواء النضال النقابي دفاعا عن حقوقهن، ووقفن ضد سياسة التمييز المزدوج الذي تعانيه النساء العاملات على كل الأصعدة.
عاش الأول من أيار عيد العمال العالمي
العدالة والمساواة للنساء العاملات