ضمن برنامج النشاطات والفعاليات التي يقيمها مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي بمناسبة الاسبوع العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة جرى اليوم تنظيم معرض للرسومات في قاعة مركز اسعاد الطفولة في مدينة الخليل.
احتوى معرض الرسومات على لوحات فنية تجسد واقع المرأة في مجتمعنا الفلسطيني حيث تتعرض المرأة فيه لأشكال مختلفة من العنف والتمييز في شتى مجالات الحياة . وعبرت اللوحات الستة عشر والمجسمات الستة التي عرضت عن واقع المرأة الفلسطينية في مختلف المجالات. وأشار محمد الصفدي- متطوع في مركز المرأة واحد المشرفين على تنظيم المعرض ان الرسومات والمجسمات انتجها فنانون مبدعون من مختلف المناطق الفلسطينية، وقد ربط الفنانين الاربعه تطوعهم لانتاج هذه اللوحات في خدمة قضايا المرأة في المجتمع الفلسطيني.
اشار الصفدي الى ان لوحات الفنان حسن اللحام من بيت لحم تعبر عن صمود المرأة الفلسطينية ومقاومتها للاحتلال واجراءاته المختلفه، ورفضها وتصديها لجدار الفصل العنصري، كما عبرت اللوحات عن صورة المرأة كحارسة للثقافه والتراث الفلسطيني، وعبرت احدى الوحات عن الامل وتطلع المرأة نحو مستقبل مشرق، وتسود فيه المساواة بين المرأة والرجل. اما لوحات الفنانة بدور سلامة من مدينة نابلس فقد عبرت عن واقع الصمت المفروض على المرأة الفلسطينية تجاه المعاناة التي تعيشها في اطار العادات والتقاليد. فالمعاناة هنا مزدوجة، معاناة من التمييز، ومعاناة اخرى تفرض على المرأة حتى الصمت والسكوت عن واقع التمييز والاضطهاد وانتهاك الحقوق في مجالات عديدة.
الفنانة سلوى حسان من مدينة الخليل، احدى الفنانات المشاركات في رسم اللوحات اشارت الى ان لوحاتها تعكس كفاح المرأة الفلسطينية المتواصل لرفع الظلم عنها. فيما عكست احدى اللوحات الواقع القانوني القائم على التمييز ضد المرأة، كحرمانها في معظم الاحيان من حقها في الميراث، او حقوقها في الملكية وغيرها من الحقوق.
اما الفنانة اروى الغول من مدينة اريحا فقد انتجت ستة مجسمات تحت عنوان :"قصتي"، تعكس كل لوحة منها قصة حقيقية لفتاة تعرضت لاحد اشكال العنف ضد المرأة كالاغتصاب، سفاح القربى، والقتل على خلفية ما يسمى "شرف العائلة"، ويقدم عمل الفنانة اروى رسالة للمجتمع يوضح فيها رفضه التام للعنف المبني على اساس النوع الاجتماعي الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية.
سالم جلايطة من المتطوعين في مركز المرأة للارشاد اشار الى ان هذه الفعاليات والانشطة تأتي في اطار الاحتفالات باسبوع مناهضة العنف ضد المرأة، واشار الى ان المركز كان قد افتتح هذه الاحتفالات بمعرض للرسومات والصور في مقره في مدينة بيت جالا، واستمر المعرض لمدة يومين، وسيتم خلال الايام القادمة نقل المعرض الى عدد من المدن الاخرى في الضفة الغربية.
لمياء الشلالدة منسقة برنامج المتطوعين في مركز المرأة اشارت الى ان فعاليات الحملة سوف تستمر حتى العاشر من كانون اول القادم، وهو يتصادف مع مناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان. واكدت الشلالدة ان مجموعات المتطوعين في المركز تشرف على تخطيط وتنظيم العديد من النشاطات في محافظات الضفة المختلفة بهذه المناسبة.
يذكر ان المعرض حمل اسم (العنود)، والعنود هو رمز واسم للفتاة الفلسطينية الصامدة الصايرة، التي تتحدى بثوبها الفلسطيني المطرز كل اشكال القهر والمعاناة، وعينيها تتطلع نحو غد اكثر اشراقة وامل.
وبهذه المناسبة ايضا فقد جرى عرض مسرحية بعنوان "المرأة بين الوارث والموروث"، في قاعة المسرح في مركز اسعاد الطفولة، بحضور حشد من النساء في المحافظة. الشاب رشاد العرب كاتب ومخرج المسرحية اشار الى انها تعبر عن حالة الواقع الفلسطيني الذي يميز ضد المرأة في جوانب عديدة ومن بينها حرمانها من حقوقها في الميراث، بل ان البعض قد يذهب الى ابعد من ذلك من خلال ممارسة العنف والاعتداء ضد المرأة لاضعافها وتمكينه من حرمانها من حقها بالميراث. وليس غريبا في واقع العنف هذا ان نجد حالات قتل لنساء او فتيات بدافع الحرمان من حقها في الميراث، في حين يجري اخفاء هذا الامر وتغليفه تحت ستار ما يسمى "بالشرف". وشارك في الاداء المسرحي نشطاء من نادي شباب دورا الرياضي. واضاف العرب قائلا ان المسرحية لم تتم كتابتها من الخيال، وانما تم من خلال معايشة واقع الحياة في المجتمع الفلسطيني، واكد ان مثل هذه القصة حدثت ولا زالت تحدث في مجتمعنا.
وجرى بعد عرض المسرحية تنظيم نقاش بين الحضور، حيث اجمعوا على ان حرمان المرأة من الميراث هو واقع معاش. وطالبوا كافة الهيئات والمؤسسات المجتمعية باهمية العمل على القضاء على كل اشكال التمييز ضد المرأة. كما اكدوا اهمية سن القوانين والتشريعات التي تكفل المساواة بين الرجال والنساء، وكذلك ايجاد الآليات التي تمكن من التطبيق الفعلي لذلك.