التأكيد على اهمية تطوير تناول الاعلام لقضايا المرأة

تقرير- نبيل دويكات
اكد اعلاميون وناشطون من مؤسسات نسوية وحقوقية على اهمية تطوير الاساليب والتقنيات المختلفة لتطوير دور الاعلام في تناول قضايا المرأة من منظور النوع الاجتماعي. وناقشت ورشة العمل التي عقدت في مقر مركز المرأة في الخليل نتائج التقرير التحليلي الذي اعده المركز حول رصد التغطية الاعلامية للاعلام المكتوب لقضايا المرأة خلال عام 2012، وتركيزا على صحيفتي القدس والايام.

شارك في الورشة مجموعة من الاعلاميين والاعلاميات في محافظة الخليل اضافة الى ناشطات من عدد من المؤسسات الحقوقية والنسوية. خلال افتتاح الورشة اكدت امل الجعبة مديرة مركز المرأة في الخليل على ان الورشة تأتي في سياق تعزيز العلاقة بين المركز والمؤسسات النسوية ووسائل الاعلام على اختلافها، والتي تهدف الى تبادل ومناقشة الخبرات والتجارب المرتبطة بكيفية تناول قضايا المرأة في الاعلام، مشيرة الى الاهمية التي يكتسبها هذا الموضوع في الوقت الحالي خاصة مع وجود مؤشرات عديدة على ارتفاع حدة الاعنف ضد المرأ وانتهاك حقوقها في مجالات وجوانب عديدة، وفي مقدمتها ارتفاع معدلات قتل النساء.

نبيل دويكات منسق الاعلام في مركز المرأة اشار الى ان اهمية الورشة تأتي في سياق الجهد المتواصل الذي يبذله المركز في مجال تطوير دور الاعلام في تناول قضايا المرأة والنوع الاجتماعي. واكد دويكات اهمية التواصل بين المؤسسات النسوية والحقوقية والاعلام من اجل مواصلة رصد وتحليل صورة المرأة كما تظهر في وسائل الاعلام، والعمل المشترك من اجل تغيير هذه الصورة النمطية للمرأة، واشار دويكات الى ان اهمية ذلك تأتي انطلاقا من الدور الذي يلعبه الاعلام في تشكيل توجهات الرأي العام. وعرض دويكات خلاصة التقرير التحليلي بالاشارة الى انه رغم التطور الكبير الحاصل على كيفية تناول الاعلام لقضايا المرأة، الا انه لا زالت هناك ثغرات عديدة في طبيعية التغطية الاعلامية من الناحية الكمية والكيفية.

وعرض الاعلامي غازي بني عوده الذي ادار الورشة نتائج الرصد التي خلص اليها التقرير، مشيرا الى انه تم رصد (62) مادة اعلامية مرتبطة بانتهاكات حقوق النساء، وهو ما يعكس من ناحية العددية نسبة متدنية جدا في حجم التغطية الاعلامية. كما اكد بني عوده ان هناك ثغرات عديدة مرتبطة بهذه التغطية من ناحية طبيعة ومضمون المادة الاعلامية وحجمها ومكان نشرها على صفحات الصحف، ومصادر المعلومات التي اعتمدت عليها. في الجلسة الثانية بعد عرض التقرير جرى فتح باب النقاش والمداخلات.

خلال مداخلتها انتقدت عزه ابو ساره من جمعية التنمية الاسرية ما اسمته دور الاعلام في حملات نقد وتشويه لدور المؤسسات النسوية، عبر العديد من المواد الاعلامية التي تتناول بالنقد، واحيانا التجريح للمؤسسات النسوية الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة وقضاياها المجتمعية المختلفة. بينما اشار الاعلامي جهاد القواسمي الى ان المشكلة هنا ليست في دور الاعلام، وانما هي وجهات نظر يقدمها ويعبر عنها قادة احزاب او مجموعات عبر وسائل الاعلام المختلفة، في حين يقوم الاعلام بدور حيادي تجاه الموضوع ويفسح المجال للتعبير عن وجهات النظر المختلفة كما هي ودون التدخل في مضامينها ومحتواها. وانتقد بعض المشاركين عدم وجود نظرة متكاملة وشاملة لدى معظم وسائل الاعلام لقضايا المرأة ووضعها في درجات متقدمة في سلم الاولويات والاهتمامات. وناقشت احدى المداخلات موضوع الضغط الذي يتعرض له الاعلام من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية لتناول قضاياها وعرضها للجمهور. كما تساءلت مداخلة اخرى عن العوامل المختلفة التي تؤثر في الاعلام كالانتماء الحزبي والسياسي والاجتماعي والمصالح والاعتبارات الاجتماعية والشخصية وغيرها. واشارت مداخلة اخرى الى خبرة المؤسسات النسوية والحقوقية في التعامل مع وسائل الاعلام، والتأكيد على اهمية تطوير وتعزيز هذه الخبرة وبصورة تساهم في التأثير في اداء الاعلام

في نهاية الورشة اجمع الحضور على اهمية عقد مثل هذه الورشات بين الاعلاميين والمؤسسات النسوية والحقوقية المختلفة، وبما يمكن من تبادل الخبرات والتجارب والتقييم المستمر للأداء وبصورة تسهم في تعزيز دور الاعلام في تعديل وتغيير التوجهات المجتمعية السلبية تجاه قضايا المرأة، وذلك عبر التركيز على تغيير الصورة النمطية السائدة عن المرأة ومكانتها ودورها في المجتمع. كما جرى التأكيد على الاستخلاصات والتوصيات التي خرج بها التقرير التحليلي لصورة المرأة في الاعلام وتتلخص في:
- الاستمرار في رصد وتوثيق صورة المرأة في الاعلام وتوسيع مجالات وجوانب الرصد، وتشجيع البحث والتحليل لنتائج الرصد وتحفيزه. وتوفير السبل امام مناقشته مع الاعلاميين ووسائل اعلامهم.

- رغم وجود تقدم في تناول الاعلام لقضايا المرأة الا انه لا يزال هناك تدني في اهتمام الاعلام بهذه القضايا، خاصة اذا علمنا ان قضايا المرأة لا تقتصر على ظاهرة "قتل النساء" على خطورتها. الا ان هناك الكثير من مظاهر واشكال التمييز والعنف ضد المرأة التي قد تكون واحدة من الاسباب التي تعيد انتاج ظاهرة قتل النساء. وهي لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل الاعلام. وهناك حاجة لمزيد من البحث من اجل تطوير دور الاعلام في هذا المجال.

- صورة المرأة عامة في الاعلام، لا تزال بشكل عام هي صورة الضحية، المقتولة او المنتهكة الحقوق، وهي الطرف الاضعف في المجتمع. ومع ذلك فحتى حين تكون المرأة ضحية ومقتولة ومنتهكة حقوقها فهي تبقى في خانة التمييز ضدها من حيث تناول وتداول الاعلام لذلك. والسؤال هنا هل يقوم الاعلام بعرض نماذج وصور اخرى للمرأة، مثلا المرأة الناحجة في القيام بادوار سياسية او اقتصادية او اجتماعية .. الخ.

- تبقى الصفة الغالبة على اهتمام وسائل الاعلام، على قلتها، هي الاهتمام في جانب واحد تقريبا، وهو قتل النساء وانتهاك حقهن في الحياة، في حين لا تحظى الجوانب الاخرى من العنف والتمييز .

- ان الاعلام لا يزال يسير ببط شديد في كسر بعض الحواجز والمحظورات الاجتماعية،وربما لا يتقدم اصلا في هذا المجال، فرغم اتساع دائرة وارقام انتهاك حقوق النساء في مختلف المجالات، الا ان ذلك لا ينعكس في الاعلام بصورة مناسبة.

- هناك حاجة لنقاش واسع ومعمق مع الاعلاميين عامة حول مجمل القضايا المشار اليها، لكن هناك حاجة واهمية لمناقشة ذلك مع المستويات المختلفة من صنع القرار في وسائل الاعلام المختلفة بهدف البحث في السياسات والاولويات والتوجهات، جنبا الى جنب مع الخوض في التفاصيل الاخرى المختلفة.

- رفع درجة الاهتمام وعرض صور ونماذج مختلفة للمرأة في الاعلام. صحيح ان عرض وتناول انتهاكات حقوق النساء على اختلافها ذو اهمية كبيرة، لكن هناك اهمية لفحص الهدف والتوجهات من وراء ذلك اولا. وثانيا تناول جوانب اخرى من حياة المرأة ومشاركتها في حياة المجتمع في كافة جوانبه، اي عرض نماذج ايجابية لمشاركة المرأة.

- وضع ضوابط ومعايير محددة لشركات الإعلانات أو الوكالات أو الشركات المنتجة للإعلانات بحيث يلقى الاعلان قبولا عاما لدى الأفراد والعائلات وأن يكون متفقا مع الذوق العام والتقاليد الاجتماعية.ويراعي القيم الانسانية للمرأة . على وسائل الاعلام المختلفة وخاصة المواقع الالكترونية منع وضع اي اعلان يشوه صورة المرأة ويؤذيها.

- التشجيع المستمر للاعلاميين لتناول قضايا المرأة ونقاشها، وكسر حواجز المحظورات الاجتماعية التي تضع حدود وحواجز عديدة على تناول وتداول هذه القضايا، واشراك النساء انفسهن، اضافة الى المجتمع المحلي في طرح وتناول هذه المواضيع.

انتهى
http://www.wafa.ps/arabic/index.php?action=detail&id=170721
http://pnn.ps/index.php/home/pnn/services/website/2012-01-11-16-33-28/84862
http://www.al-ayyam.com/pdfs/23-3-2014/p12.pdf