قتل النساء بين الثقافة السائدة و القانون

19 أكتوبر 2018

هذا الاصدار هو الجزء الثاني من سلسلة الاصدارات التي يصدرها مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي والتي تتناول العلاقة بين قضايا المرأة والاعلام.
 تقديم

يسعى مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي خلال خطته الاستراتيجية للاعوام 2013-2015 الى تحقيق مجموعة من الغايات والاهداف التي تسهم في تحقيق رسالته في حماية وتعزيز حقوق المرأة ورفع مكانتها، بالاستناد للمعايير والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، للوصول الى رؤياه في نساء متمكنات يتمتعن بكافة حقوقهن في مجتمع فلسطيني تسوده العدالة والمساواة. وفي اطار جهوده ومساعيه الحثيثة هذه، تنبه المركز الى اهمية دور الاعلام في التأثير على التوجهات التقليدية السائدة في المجتمع تجاه قضايا وحقوق المرأة والنوع الاجتماعي بشكل عام. حيث يلعب الاعلام دورا رئيسياً في مختلف القضايا لأي مجتمع من المجتمعات. ويكاد الاعلام يكون احد اهم الادوات التي تستخدمها الاطر والمؤسسات المجتمعية المختلفة في سعيها ونضالها من اجل احداث التغيير الاجتماعي الذي تريده وتسعى اليه.

خلال عمل المركز عبر السنوات الماضية، وعبر تلمسه لاحتياجات الفئات والشرائح المختلفة من مجتمعنا الفلسطيني، وخاصة تجاه قضايا المرأة والنوع الاجتماعي، لمسنا ان هناك ثغرة في ثقافة ووعي طلبة وخريجي الاعلام في مختلف الجامعات الفلسطينية تجاه قضايا المرأة والنوع الاجتماعي بمختلف تفاصيلها وجوانبها. وعمد المركز الى ايلاء هذا الجانب اهتماماً كبيراً من خلال خطط عمله وبرامجه المختلفة، وبادر الى تطوير برنامج تدريبي لطلبة وخريجي الاعلام بهدف رفع قدراتهم ووعيهم حول قضايا المرأة والنوع الاجتماعي. وللسنة الثانية على التوالي يتابع المركز هذا البرنامج. ويتمثل العمل على هذا الصعيد في منح المتدربين فرصة واسعة للتعرف التفصيلي على تجربة مركز المرأة التي راكمها على مدار اكثر من عشرين عام في مختلف القضايا القانونية والاجتماعية التي ترتبط بالمرأة والنوع الاجتماعي، ومن ثم اتاحة الفرصة امامهم للربط بين هذه القضايا عموما وبين العمل الاعلامي في انتاج مواد اعلامية تعبر عن حقيقة الواقع والرؤيا لتطويره وتغييره، عبر تحفيزهم على كتابة المواد، بالتوازي مع تدريبهم العملي حول مراجعتها وتحريرها وتحضيرها للنشر، مستعينين بالاضافة الى طاقم المركز المتخصص باعلاميين متمرسين في العمل الصحفي، ساهموا جميعا في تكثيف خبراتهم وتركيزها ونقلها للمتدربين، ومن ثم اضاف المركز حافزا اضافيا لهذه التجربة تمثل في جمع المواد والانتاجات التي ينتجها المتدربون، ونشرها في كتاب خاص يصدره لهذه الغاية وباسمائهم.

التجربة الاولى للمركز كانت تتمركز حول قضايا المرأة المختلفة في قانون الاحوال الشخصية. اما التجربة الثانية فقد تركزت حول تجربة استمرار ظاهرة قتل النساء على خلفيات ومسميات مختلفة من ضمنها القتل على خلفية ما يسمى الشرف.
هكذا كانت تجربة المركز في نسختها الثانية على هذا الصعيد، حيث تفاعل المتدربون على مدار اربعة ايام وتعرفوا على مختلف جوانب هذا الموضوع من ناحية اجتماعية وقانونية، حيث تم تكثيف وتلخيص تجربة المركز لهم، اضافة الى كيفية ربط كل ذلك بعمل اعلامي مهني متخصص. وانتجوا موادا اعلامية مختلفة، وعادوا ليتعرفوا من خلال جزء اخر من التدرب على تحريرها وتحضيرها كمواد تصلح للنشر، وخاضوا كل التجربة بتفاصيلها. الى ان استكملوا المواد التي ستظهر في الصفحات اللاحقة.

من المهم هنا، الاشارة الى ان هناك تفاوتا في المواد المنتجة، فهي عبارة عن باكورة وبداية خطوات هؤلاء الاعلاميين الشباب، وحلقة الوصل بين دراستهم النظرية والاكاديمية وبين واقع وطبيعة العمل الاعلامي. ونحن ننشرها هنا كتحفيز وتشجيع لهم للمواصلة والاستمرار في هذا المجال.

لا يسع المركز هنا الا ان يشكر اولا كل المتدربين الذين التزموا بكل متطلبات التدريب، ويثمن كذلك دور جميع الزميلات والزملاء المدربات والمدربين الذي ساهموا في اثراء واغناء هذه التجربة وبث رح ونبض الحياة فيها. كما نود التنوية ايضا الى اننا ننشر هنا المواد التي انجزت مرتبة حسب الترتيب الابجدي لاسماء الاعلاميات والاعلاميين الذين شاركوا في هذا الجهد.

تحميل