إفادة نجوى: فقدان عينها اليمنى

11 ديسمبر 2025

نجوى، ن.أ.ع ، تبلغ من العمر 41 عاماً ، متزوجة ولديها 5 أبناء (كانوا 6). قبل إصابتها، كانت تعمل كوافيرة، وهي حالياً ربة بيت وتقيم في النصيرات، بلوك C، بجوار مسجد الهدى.

تعرضت نجوى لإصابة حرب جسدية ونفسية عنيفة نتجت عن قصف جوي شنته طائرات حربية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على منزلها في النصيرات بتاريخ 11/09/2024، في تمام الساعة 4:05 صباحاً. كان المنزل مكتظاً بالنازحين من العائلة حينها. نتيجة للقصف، استيقظت نجوى في العناية المركزة بمستشفى العودة. وأهم ما نتج عن هذا القصف هو فقدانها ابنتها هاجر (6 سنوات) وحماتها شهيدتين، بالإضافة إلى تدمير منزلها بالكامل، مما أجبرها وعائلتها المكونة من سبعة أفراد على النزوح القسري والعيش في خيمة أقامتها لاحقاً على أنقاض منزلها.

تكبدت نجوى إصابات بالغة أدت إلى تفريغ كامل لعينها اليمنى وكسور معقدة في الفكين. وجهها أصبح مدعوماً بصفائح من البلاتين، وهي لا تستطيع تناول سوى السوائل. اضطر الأطباء لفتح فتحة في حنجرتها للتنفس. وقد واجهت صعوبات هائلة في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، حيث تخضع لعمليات جراحية متكررة دون نجاح كامل، وتعاني من نقص حاد في الأدوية والمسكنات، لدرجة أن زوجها يضطر إلى عمل كمادات مياه ساخنة لتخفيف آلامها الشديدة، وتستخدم ورق المحارم بدلاً من الشاش لتغطية عينها المفقودة. كما تتعرض نجوى وأولادها لمعاناة إضافية بسبب النزوح والعيش في خيمة غارقة بالمياه خلال الشتاء، ما زاد من آلامها ومعاناتها.

أُخفيت عنها وعن والدتها حقيقة إصابتها وفقدان أحبائها لأسابيع. عندما أصرت على معرفة مصير ابنتها وحماتها، أُخبرت بالحقيقة التي أدت إلى انهيارها وفقدانها الوعي. أما عن إصابتها، فقد اكتشفتها بعد شهر عندما طلب منها الطبيب "الرضا بقدر الله"، ثم كشف عن وجهها. رؤية وجهها في المرآة بدون عين أدت بها إلى حالة من الانهيار ، حيث لم تعد تتعرف على نفسها. وتقول نجوى إن حياتها "انقلبت إلى الجحيم" بعد أن وجدت أن التطبيقات التي تعتمد على التعرف على الوجه، مثل تطبيقات المحافظ البنكية، لم تعد تعمل معها.

أثرت الإصابة تأثيراً مدنراً على عائلتها وأطفالها. فقد صُدم أطفالها عند رؤيتها، ولم يتعرف عليها ابنها الكبير عدي، بينما يسألها ابنها الأصغر ببراءة عن "عينها المفقودة". وتعاني ابنتها جوري من صدمة نفسية عميقة بعد أن شاهدت شقيقتها وأقاربها شهداء. كما أن طفلتها الرضيعة "تسواهن" تصرخ وتهرب منها عندما تحاول حملها، لعدم معرفتها بشكل والدتها الجديد. وتفاقم الوضع نتيجة التنمر اللفظي الذي يتعرض له أطفالها في الحي، حيث يسألهم أقرانهم: "أمكم الها عين ولا لأ؟"، مما جعل أبناءها عدوانيين ويدفع بابنها الأكبر إلى مطالبتها بالبقاء داخل الخيمة وعدم الخروج.

تعاني نجوى حالياً من اضطراب نفسي حاد، فقد أصبحت لا تتحمل أحداً، وتفضل العزلة، رافضة حضور المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزفاف، خوفاً من "كلام الناس ونظراتهم" التي تصفها بأنها "شفقة" أو "اشمئزاز" أو "خوف"، مشيرة إلى أن هذه النظرات "تقتلها". وهي تعيش حالة من الانهيار النفسي كلما شاهدت صورها قبل الإصابة، تتساءل فيها عن ذنبها وذنب عائلتها، وتختم إفادتها بتعبير مؤثر عن فقدانها لـ "نجوى القديمة" التي كانت واثقة من نفسها، وتأمل لو تستطيع العودة إلى حياتها الطبيعية والعمل دون الخوف من نظرات الآخرين.

الصور المرفقة هي صور تعبيرية فقط

اقرأ ايضا في اصوات نسائية: المرأة الغزية