تقول السيدة (رسمية ):
"أنا ربة منزل، متزوجة من (أ.ع) وأسكن في الصوانة منذ زواجي قبل 27 عامًا. لدي سبعة أبناء (اثنان منهم دون سن الثامنة عشرة)، يعيش معي حاليًا اثنان منهم دون سن الثامنة عشرة. كنت أعمل في مؤسسات نسوية وحقوقية مختلفة، لكنني اضطررت إلى ترك العمل منذ حوالي أربع سنوات بسبب وضعي الصحي، إذ أُصبت بمرض مزمن في الدماغ (التهاب في العصب الخامس) لا علاج له، ويؤثر على حياتي اليومية بشكل كبير."
أنا من قرى الخليل، وقد حصلت مؤخرًا على لمّ شمل، ولذلك نتحاشى تمامًا الحديث أو المشاركة في أي مواضيع سياسية أو نشر أي محتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي خوفًا من فقدان لمّ الشمل، خاصة أن عائلتنا كانت تعاني سابقًا من منع أمني غير مبرر. طوال السنوات الماضية كنت أعيش في الصوانة بشكل غير معلن أحيانًا بسبب غياب الموافقة على التصريح.
بتاريخ 25/8/2025، حوالي الساعة 10:30 إلى 11 صباحًا، كنت في المنزل مع ابنتي (ر.ع) البالغة 25 عامًا، وابني الصغير (م.) عمره 10 سنوات. كنت لا أزال متعبة بسبب الأدوية التي أتناولها، وفجأة سمعنا صوت طرق قوي على الباب. فتحت ابنتي الباب قليلًا وهي ترتدي ملابس النوم، فدفعت المجندة الباب بقوة، فاصطدم برأس ابنتي التي ارتطمت بالحائط وسقطت أرضًا.
ركض إليّ ابني الصغير وهو يبكي ويقول "جيش"، فارتديت غطاء الصلاة وخرجت لأجد ابنتي على الأرض تمسك رأسها. ساعدتها وجلستها على الكنبة، ثم سألت جنود الاحتلال الاسرائيلي عن سبب حضورهم، فأجابوا أن لديهم أمر تفتيش وسألوني عن ابني (م.ع) — فأخبرتهم أنه يعمل مع والده في تل أبيب، وسألتهم عن السبب، فقالوا إن هناك منشورات له على وسائل التواصل تتعلق بأحداث غزة. عرضوا لي صورة له من هاتف تُظهر أنه شارك (شير) لمقاطع من غزة تتعلق بملف الأسرى.
بدأوا بتفتيش المنزل بالكامل، وصوروا جميع الغرف. وعندما وصلوا إلى غرفة ابني ، قلبوها رأسًا على عقب، وصادف أن كان يحتفظ فيها بقطعتين من الذهب كان قد اشتراهما استعدادًا لزواجه، فقام أحد الجنود بأخذ القطعتين. عندما اعترضت وسألتهم عن السبب، أجاب أحدهم باستهزاء قائلاً: "خلي غزة تفيده، هو خسرهم، خليه ينزل كمان مرة وشوفي شو رح يخسر بعدين."
مجندة الاحتلال الاسرائيلي ،قامت بتصوير المنزل والغرف وقياس المساحات،. بعد مغادرتهم، تواصلت فورًا مع زوجي الذي توجّه إلى مركز المسكوبية، واستعان بمحامٍ لتقديم طلب استرداد للمقتنيات التي تمت مصادرتها أثناء التفتيش. لكن عند المراجعة، أنكرت الجهات الأمنية للاحتلال أخذ أي شيء من المنزل، وللأسف لا يوجد لدينا دليل مادي يثبت أنهم أخذوا الذهب."