نبال، 25 عامًا، منفصلة ولديها طفلة عمرها عامان. في السابع من اكتوبر 2023 ، اندلعت الحرب على قطاع غزة، وكانت ابنتها حديثة الولادة، بينما كان زوجها يعمل عامل في إسرائيل. بعد نزوحها القسري عدة أشهر مع عائلتها، قررت مواجهة المخاطر والالتقاء بزوجها في رفح لتضمن له رؤية ابنته الصغيرة، نزحت هي وابنتها الرضيعة بمفردهم واجتازت حاجز جنود الاحتلال الاسرائيلي في محور نتساريم.
" كان التفتيش عن طريق الكاميرات وليس وجها لوجه ووصلت لزوجي و بقينا في مدينة رفح مدة ستة أربعة شهور حتى تم إخلائها من جميع السكان لشن عملية برية واسعة ، فنزحنا مجددا من هناك إلى الوسطى في البريج ومكثت انا وزوجي وابنتي في حاصل زراعي، كانت الأمور ليست على مايرام كان القصف العشوائي من الطيران والقذائف من الآليات الاحتلال الاسرائيلي بشكل متواصل" كما قالت نبال.
في 7 أكتوبر 2024، وأثناء جلوسها على السرير وابنتها في حضنها، سقطت قذيفة مباشرة على المكان. أصيبت نبال بجروح بالغة وأدت إلى بتر يديها اليمنى واليسرى، بالإضافة إلى إصابات خطيرة في القدم، حروق واسعة ونزيف شديد في الكبد. لحسن الحظ، لم تصب ابنتها بأي أذى، لكن الحادث ترك نبال باعاقة جسدية دائمة وغير قادرة على القيام بأبسط أمور حياتها اليومية.
نُقلت نبال إلى المستشفى الأمريكي وخضعت لعدة عمليات في البطن وتنظيف الحروق وأماكن البتر، ومكثت 40 يومًا بين العمليات والفحوص، قبل أن تُنقل للعيش في خيمة بخانيونس. بعد الإصابة، واجهت صعوبة نفسية جسيمة: ابنتها الصغيرة لم تتقبلها في البداية، وكانت تخاف من الاقتراب منها، ما زاد شعورها بالعجز والوحدة. فقدت القدرة على حمل ابنتها أو الاعتناء بها كما يفعل أي والدين، وأصبحت بحاجة دائمة لمساعدة الآخرين في كل خطوة يومية، من الاستحمام إلى الأكل وتحريك الأشياء.
مع عودة الحياة جزئيًا بعد وقف الحرب، حاولت نبال استعادة استقلالها، لكنها لم تستطع تجاوز إعاقة البتر والإصابات الشديدة التي حرمتها من القدرة على ممارسة أبسط حقوقها كأم وامرأة كاملة.
“أناشد الجميع أن يتم سفري لتركيب أطراف صناعية، حتى أستطيع احتضان ابنتي، لمس يدها، وممارسة حياتي كأم، بعد أن أخذت الحرب مني كل شيء تقريبًا.”