طفل الإسعاف

25 فبراير 2025

نانسي فلسطينية من شمال غزة - جباليا، تبلغ من العمر 21 عامًا، في بداية حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، كانت في الشهر التاسع من حملها الأول، عاشت أيامًا صعبة في أول شهر من الحرب أثناء تواجدهم في شمال قطاع غزة، حيث لا طعام ولا شراب، ونزوح من مكان لآخر، كانت نانسي تخشى الخروج من المنزل في ظل عنف الرصاص وشظايا الصواريخ المتناثرة في كل مكان.

مع اقتراب موعد ولادتها وصعوبة الوضع في الشمال، قررت هي وزوجها ووالدتها النزوح إلى الجنوب، وخلال نزوحهم كان القصف مستمرًا من فوق رؤوسهم وبشكل عشوائي، حتى وصلوا إلى مدرسة في مدينة دير البلح كانت مزدحمة بالنازحين. بتاريخ 5 نوفمبر 2023 حان موعد ولادتها، وفي الساعة الثامنة صباحاً شعرت بألم شديد وبأنها ستلد في الخيمة، وحين وصلت سيارة الإسعاف بسبب حالة الطوارئ في منطقة الجنوب، كان موعد ولادتها قد حان، واشتد عليها الألم كثيراً ونزلت مياه الرأس على قدميها، وشعرت بنزول الجنين، فأنجبت نتيجة ذلك في سيارة الإسعاف،

وذكرت قائلة: "لم أتخيل أن هذا الموقف سوف أعيشه وأني سوف أعاني بولادتي الأولى التي كنت أنتظرها طوال الـ9 شهور".

 

تألمتْ كثيراً في المستشفى في ظل نقص المعدات الطبية، واستمرت المعاناة بعد خروجها منه، حيث سوء التغذية بسبب قلة الطعام المتوفر وعدم توفر ملابس كافية لطفلها. فقدوا الاتصال مع والدها المتواجد في شمال قطاع غزة ولا يعرف أحد مصيره أو مكان تواجده. لحماية أنفسهم من التواجد في الشارع ومواجهة مطر الشتاء، جلسوا في مخزن للمدرسة بعد أن تم إفراغه من الأغراض، واستمرت الصعوبات المتعلقة بعدم توفر غاز للطهي لتحضير الطعام وتسخين المياه وعدم السماح بدخول المساعدات،

وذكرت قائلة: "الحياة جداً صعبة ولا نعرف كيف مَرّ علينا عام كامل على هذه المعاناة وهذا الذُّل وهل سوف نصمد ونصبر أكثر".

اقرأ ايضا في اصوات نسائية: المرأة الغزية