باسمة فلسطينية من محافظة جنين – مخيم جنين تبلغ من العمر 63 عام وتعمل كمديرة تنفيذية في مركز النشاط النسوي في مخيم جنين، منذ أكثر من عامين يمر المخيم بحالة طوارئ شبه دائمة بسبب الاجتياحات المتكررة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي والتي سببت دمار كبير في الشوارع والبنية التحتية للمخيم وهذا شكل صعوبة في التواصل مع النساء إلا أنهم يواصلون عملهم بجهود مضاعفة.
بتاريخ 26/8/ 2024 كان الاجتياح الأصعب والأقسى على المخيم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث هجمت دبابات وجرافات الاحتلال على المخيم فجأة في منتصف الليل وحاصرت جميع مداخل ومخارج المخيم دون السماح لأحد بالتحرك من خلال التهديد بمكبرات الصوت بأن كل من يخرج من منزله ستكون حياته مهددة بالموت، سادت حالة من الرعب في المخيم فقد كان الحصار مُحكَم. تعيش مع عائلة ممتدة مكونة من ثلاثة عشر فرداً وبالتالي هذا يزيد من عدد الاحتياجات للمنزل ليلائم عدد أفراد الأسرة من حيث المواد الغذائية الأساسية والمياه الصالحة للشرب.
استمر الحصار أحد عشر يوماً متواصلة وخلاله قَطفتْ ثمار عملها الطويلة مع النساء، حيث كانت الدورات التدريبية المتعلقة بتخزين المواد الغذائية بالطرق التقليدية والاستغناء عن الكهرباء من أهم الدورات التي عادت على عائلاتهم بالنفع في ظل هذا الحصار واستطاعوا إيجاد تموين جيد، حيث تعلمت النساء طرق التجفيف والتعليب وعمل المربيات والمخللات، إضافةً إلى تعبئة المياه وتخزينها لمثل هذه الأوقات.
وعملت خلال الحصار مع مؤسسة الهلال الأحمر فقد كانت تصلها نداءات من عائلات لا يتوفر لديها طعام، فشكلت فريق طوارئ نَسوي بحيث إذا احتاجت أي عائلة يقوموا بتقديم المساعدة لها. تعرضت النساء جرّاء هذا الحصار لمواقف صعبة فقد تعرضت سيدة لهجوم من الكلاب المسعورة المرافقة للجنود حيث أدخلوا الكلاب على منزلها أثناء تواجدها لوحدها في منزلها وأُصيبت بعدها بحالة صدمة شديدة وما زالت تتلقى العلاج إلى الآن نتيجتها حيث أثرت الصدمة على قواها العقلية. سيدة أخرى أصيبت بصدمة أثرت على قدراتها في النطق والفهم بفعل قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار على زوج ابنتها أمام أعينها وبُترت قدماه على الفور، كما قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بسرقة مبالغ مالية من المنازل.
ذكرت قائلة: "بعد انتهاء الاجتياح للمخيم زاد عدد النساء اللواتي توجهن إلى مركز النشاط النسوي عما كان بالسابق وذلك لرغبتهن في المشاركة في الدورات التي يقدمها المركز".