ابادة غزة: قصة رنا وانتظار طفلها الجديد

29 أغسطس 2024

رنا من قطاع غزة وهي أم لطفلين وكانت تنتظر طفل جديد بكل لهفة في بداية الحرب، كانت في منتصف الشهر السابع في ظروف صحة حذرة من الولادات السابقة، فقد عانت كثيرا في ولادتها السابقة وتعرضت مرة لعملية إجهاض.

لقد نزحت رنا هي وعائلتها الى منطقة تل الهوا، وتعرضت لمدة 3 ساعات لأحزمة نارية لا يمكن وصفها ما يقارب 50 صاروخا على الأقل بشكل متتال، وكانت تتزلزل الأرض من أسفل أقدامهم وأصوات الحجارة والزجاج بكل مكان.

"كان البيت مضاء بلهيب نيران مشتعلة حول البرج الذي نسكن فيه، تكرر المشهد لمدة 3 أيام متتالية من الرعب، كنت أحتضن أولادي حتى لو تم استشهادنا نكون مع بعض، او تحت الركام فيمكن أن نساعد بعضنا ونسمع بعضنا. في هذه اللحظات تأكدت أن الجنين يشعر بمشاعر والدته كنت خائفة كثيرا والجنين يتحرك حركة سريعة وقوية."

في كل صباح كنت أستغرب أننا ما زلنا على قد الحياة، كنت أعاني فقط في توفير علاجي من فيتامينات وعلاج تجلطات الدم، لأن مستشفى القدس القريبة من المكان الذي أعيش فيه كان محاصر ولا يوجد فيه أي علاجات وكان مليئ بالنازحين وتم تدميره أكثر من مرة.

أصبح القصف طوال الليل والنهار وبشكل كثيف وبدأ يطال الأبراج التي نسكن فيهم ،  ذات يوم كنا نتناول الغذاء فجأة سمعنا صوت جارنا ينادي بأعلى صوت بضرورة إخلاء البرج لأنه تم تهديده بالقصف ، لا أعرف كيف تركنا البرج ونزلنا لأسفل دون وعي ودون تفكير .

كان من أقسى المشاهد أمام نظر أولادي، كنت مرهقة ومتعبة من جسدي كثيرا بكيت على ما حل بي وعلى ألم أطفالي وقساوة المشاهد، لم أستطيع أن أكون قوية أمامهم كنت بحاجة لان أبكي وأخفف من ألمي وقهري.

تم قصف البيت تم تدمير البرج بالكامل وذهب معه كل ذكرياتنا الحلوة والمرة وفقدنا الأمان الأخير.

 

اقرأ ايضا في اصوات نسائية: المرأة الغزية