خلود سيدة متزوجة من 5 سنوات ولديها 3 بنات (3 سنوات، و سنتان، و 3 شهور) من مدينة خانيونس ومتزوجة في غزة تروي قصتها خلال حرب الابادة على قطاع غزة:
"كان القصف عنيف وشديد من بداية الحرب خاصة في منطقتنا، وأنا أخاف جدا من القصف ومن صوت الطيران وكان خوفي مضاعفاً بسبب حملي ومع كل صوت كنت أصاب بمغص شديد"
نزحت خلود من بيتها إلى مدرسة في الحي الياباني وجلست في صف، حيث كانت المدرسة مليئة بالعائلات النازحة وكان الفصل الواحد يحتوي على 19 عائلة تقريبا، لم يكن في المدرسة مياه ودورات المياه مزدحمة جدا ولم يكن هناك صرف صحي والمياه العادمة كانت تصل لساحة المدرسة. كان الوضع متعب وقمة في القذارة.
كان الجو ماطر وبارد جدا جلست انا وعائلتي وخواتي في خيمة واحدة حوالي 13 فرد كبير وصغير، لم يكن هناك دورة مياه فاضطرت والدتي أن تشتري دلو حتى نقوم بتقضيه حاجتنا فيه ونحفر حفرة وبعدها نزحنا الى مواصي خانيونس.
عند الساعة 11 مساء، كنت في الشهر السابع من الحمل أصابت بمغص شديد فذهبت إلى رفح في المستشفى الإماراتي، وعندما أوقفنا سيارة طلبت منا مواصلات 300 شيكل وتأخرت قليلا حتى استطاع زوجي ان يقوم بتدبير المال ويقوم بالاستدانة من الاهل والجيران لأنها حالة طارئة.
كان الجو ماطر من الساعة الخامسة والنصف فجرا وحتى الساعة 11 ظهرا في حالة نفسية صعبة جدا، فأنا خائفة جدا على جنيني، وعندما قررنا أن نعود إلى الخيمة لم يكن معنا المال لنقوم بدفع المواصلات، فاضطررنا ان نعود مشيا على الأقدام ونحن نسير على أقدامنا كنت اطلب أن أستريح في كل لحظة وأجلس في أي مكان فقط لأستريح من تعب المشوار.
في بداية شهري التاسع شعرت بألم طلق الولادة وذهبت إلى مستشفى وصلت الساعة 6 صباحا وتمت ولادتي في الساعة 9 صباحا بمجرد وصولي إلى المستشفى وقبل دخول لقسم الولادة كنت على سرير الفحص تمت ولادتي من شدة التعب الذي كنت أشعر به وما مررت به طيلة فترة حملي وشدة الخوف والقلق الذي كنت أشعر فيه.
كانت ولادة خلود صعبة لعدم وجود البنج في أخذ الغرز بعد الولادة والرعاية الطبية كانت ضعيفة جدا بسبب شح المواد الطبية وكثرة عدد حالات الولادة.
"الكارثة كانت أنه لم يكن لدي ملابس لابنتي التي تم ولادته، طلبت من والدتي ان تقوم بتدبير ملابس للمولودة و حفاظات ولحسن الحظ كانت هناك جارتنا في الخيام قد أنجبت قبل أيام فأعطت والدتي قطعتين من الملابس وحفاضات وكان الجو بارد وتحتاج الطفلة للدفا والرعاية ولكن نحن في حالة حرب حتى أنا لم يكن معي ملابس".
كانت الرضاعة صعبة فكانت ابنتي لا تشبع من الحليب الطبيعي بسبب سوء تغذيتي وعدم تناولي للطعام المدر للحليب لعدم توفره، فقمنا بتوفير علبة حليب صناعي لابنتي وكنت أغلي المياه على النار ونعيد غليها أكثر ن مرة بسبب تلوثه.
كان زوجي يحاول أن يوفر لها الحليب عن طريق المساعدات الطارئة ولم أستطع أن أقوم بتحميمها لعدم توفر وسيلة تدفئة ولا وسائل النظافة. كنت أقوم بغسل ملابس بناتي من مياه البحر لعدم توفر المياه وكانوا بناتي يستحموا في مياه البحر.
" حتى هذه اللحظة، ليس لدي خيمة مستقلة لي لزوجي ولبناتي فأنا اجلس طيلة النهار معهم وعند النوم نقوم بالفرش على الرمال وننام في العراء خلف الخيمة لتواجد عائلتي معنا في نفس الخيمة"