لينا ابو جزر سيدة فلسطينة من قطاع غزة ام لخمسة اطفال، تروي لنا لين قصتها وتجربتها خلال الحرب الحالية على قطاع غزة:
“كان صباحًا مظلمًا ومشحونًا بالخوف والفزع. بعد ليلة صعبة من القصف العنيف والصواريخ التي تهدد حياتنا، فوجئنا جميعًا بانفجار عنيف يهز الأرض ويتحطم الزجاج في المنازل المجاورة. جلست مع عائلتي في زاوية صغيرة من المنزل، في حالة انتظار مرعبة نتلو صلواتنا ودعواتنا..
تلقى زوجي حينها اتصالًا هاتفيًا، رأيت الذعر والخوف في عينيه، علمنا أن أحداً من أحبابنا قُصف بيته، أخبره المتحدث أن بيت أخيه قصف بشكل مروع ولم يكن هناك أي وسيلة للوصول إليه بسبب القصف المتواصل والوقت المتأخر. وكانت الأفكار السوداء تلف الجميع، محملة بالقلق والخوف على مصير الأحباء.
مع شروق الشمس، خرج زوجي ليواجه المأساة التي أصابت بيت عائلته. ما واجهه كان أكثر مما يمكن أن يتخيله. الدمار الهائل والمشهد المروع لأفراد عائلته البالغ عددهم 15 فردا الذين استشهدوا جعله يشعر بالأسى العميق والصدمة. لم يبقَ سوى أشلاء من أفراد عائلته، ملقاة على الأرض بين أنقاض البيت.
منذ ذلك الحين، قررت أن آخذ عائلتي ونحتمي كنازحين في إحدى المدارس التابعة لوكالة الغوث في منطقة تل السلطان برفح. كانت الحياة صعبة للغاية، خاصة بالنسبة لابني الذي يعاني من مرض الغدة الدرقية. كان يعاني من التعب الشديد والتبول اللاإرادي، ولا يوجد مقومات أساسية مثل المياه والملابس.
أصبحت لحظات الخوف والرعب تسيطر على حياتنا اليومية. لم يكن هناك أي مساعدة خارجية تصلنا، وكانت أصوات القصف المتواصل ترعب أطفالنا الصغار وتجعلهم يعيشون في حالة من الهلع الدائم. كانت الأفكار السوداء تخيم على عقولنا، وكانت الصور المأساوية تتلاشى ببطء في الظلام الذي يحيط بنا ....