8
مع كل آذار يمر يزداد فينا الامل بتحقيق ما نصبو اليه ونتطلع لتحقيقه من مساواة وعدالة حقيقية لنساء فلسطين والتحرر من الاحتلال والنظام الابوي، مر الثامن من آذار هذا العام وما زلنا نسير على دربنا الذي رسمناه منذ سنوات وما زلنا نعمل ونواجه كل التحديات من اجل تحقيق اهدافنا. نعلم ان الطريق طويل لكن كلنا ايمان وثقة بأن المسافة تقصر ما دمنا نسير بالاتجاه الصحيح.
ننغمس في العمل من اجل تحقيق رسالتنا، هذا الشهر بدأ المركز نشاطه السنوي وبدى كخلية نحل من اجل العمل ليوم المرأة العالمي، شارك المركز في فعاليات اجتماع لجنة وضعية المرأة السابع والستين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ووضع بصمات مميزة هذا العام في هذه المناسبة الدولية.
الحديث يطول عن المشاركة المكثفة وعشرات الأنشطة واللقاءات التي نظمها المركز او شارك بها الفريق والأنشطة على تنظيم جلسات موازية وجانبية والمشاركة في فعاليات أخرى وعقد لقاءات مع العديد من المؤسسات الحقوقية والنسوية والدولية والبعثات الدبلوماسية وممثلي هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الامم المتحدة الاستئماني لإنهاء العنف ضد المرأة في نيويورك، بالإضافة الى السفراء في مقر الأمم المتحدة ووزراء الشؤون الدولية من الدنمارك والنرويج وكندا والمملكة المتحدة. كما قاد المركز الوفد الإقليمي العربي ضمن الشبكة العربية للمجتمع المدني النسوي التي شملت كل من الأردن ومصر والمغرب وفلسطين ولبنان.
ومن اجل وضع الحاضرين في اللقاء الدولي بجزء من صورة أوضاع النساء في فلسطين نظمنا جلسة موازية خلال الدورة بعنوان التعليم والحملات الرقمية من أجل المساواة بين الجنسين في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: الخطر المزدوج للنظام الأبوي والاحتلال. وتمحور الحديث في الفعالية حول انتهاكات حقوق الانسان التي تتعرض لها النساء في فلسطين إضافة الى العنف المبني على النوع الاجتماعي إضافة للتمكين الاقتصادي للمرأة الفلسطينية. وجاءت هذه الجلسة لتتناول العلاقة المتداخلة بين التكنولوجيا الجديدة والتعليم والوضع الفريد للمرأة الفلسطينية التي تعيش في مجتمع أبوي وتحت الاحتلال الإسرائيلي الاستعماري والانتهاكات الإسرائيلية الرئيسية ذات الصلة بحق المرأة.
وحول الفرص والتحديات التي تواجه الناشطات النسويات في ممارسة النشاط عبر الانترنت في ضوء الاحتلال والقمع بما في ذلك حملات التشهير التي تواجهها الناشطات تحدثت المديرة العامة لمركز المرأة حول التحديات التي تواجه الناشطات النسويات في جلسة بعنوان "الديناميكيات الجندرية حول الامن والسلام الرقمي"، والتي نظمتها المملكة الهولندية بالشراكة مع الرابطة الدولية النسوية للسلام والحرية بالإضافة الى كل من UPP PAX, ABAAD SIHA .
وقد شارك وفد مركز المرأة في الجلسات الجانبية التي نظمتها لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا UN ESCWA والتي تم من خلالها عرض ومناقشة التقارير الوطنية حول تقدير تكلفة العنف في الاردن وفلسطين، بالإضافة الى الجلسة الجانبية لمناقشة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الاسرائيلي.
وفي الإطار الدولي أيضا شارك المركز في الدورة الثانية والخمسين لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة وقد القت الزميلة امل أبو سرور مديرة البرامج في المركز مداخلة شفوية خلال جلسة" المناقشة الععامة في إطار البند السابع حول: حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى".
طالبنا خلال المداخلة بوضع حد لثقافة الإفلات من العقاب التي تزيد من العنف الذي ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليينووقف فوري لممارسات وسياسات الاحتلال ضد الفلسطينيين التي تحرم وتقيد حقوق الأسرة الفلسطينية، ذلك ان إجراءات وسياسات الاحتلال تعد مظهرًا واضحًا لنظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين خاصة ان النساء الفلسطينيات أكثر عرضة للتأثر والمعاناة المضاعفة نتيجة ممارسات الاحتلال.
وفي الضفة الغربية أصدر المركز النتائج الأولية لدراسته حول قتل النساء في فلسطين والتي أظهرت استمرار حالات قتل النساء في المجتمع الفلسطيني وتغير تبرير حالات القتل من القتل على خلفية الشرف للاستفادة من بند " العذر المحل والمخفف لقتل النساء" بعد سلسلة تعديلات شملت قانون العقوبات الفلسطيني. الى تسجيل الحالات كحالات انتحار او سقوط من علو او حالات أخرى. وذلك بعد رصد وتسجيل بعض المحاكمات للقتلة وعدم استفادتهم مما كان يسمى "العذر المحل والمخفف" حيث تبين خلال إجراءات المحاكمة سقوط هذا العذر بعد التعديلات التي أجريت على قانون العقوبات وبالتالي لم يعد" القتل على ما خلفية ما يسمى الشرف" مبررا لعقوبة مخففة على قتل النساء.
وبالتالي يجب العمل على بلورة آلية موحدة على المستوى الوطني لرصد وتوثيق ودراسة وتحليل عمليات قتل النساء، والدفع باتجاه اعتماد هذه الآلية وتعميمها. ومواصلة العمل من اجل تكريس وتجسيد مبدأ المساواة وفق ما نصت عليه الوثائق الفلسطينية المعتمدة، وفي مقدمتها وثيقة "اعلان استقلال فلسطين" والقانون الأساسي الفلسطيني وغيرها من المواثيق، واستمرار المطالبة بموائمة القوانين والتشريعات الفلسطينية المختلفة مع التزامات وتعهدات الدولة، وزيادة التأثير من اجل إقرار قانون حماية الاسرة من العنف، وقانون العقوبات الفلسطيني، وتشريع قانون أحوال شخصية فلسطيني عصري يتلاءم مع متطلبات المساواة للنساء في مجالات الحياة كافة.
في العمل الميداني أيضا نظم المركز عديد الأنشطة في مختلف المحافظات الفلسطينية من دورات في مجال النوع الاجتماعي وزيارات ميدانية للنساء الصامدات في جنوب الخليل والبازار الخيري في قلقيلية ليتم كل ذلك من خلال فريق المركز وشركاؤه الذين نفخر بهم جميعا.
عاش الثامن من آذار يوم المرأة العالمي وعاشت نضالات المرأة الفلسطينية للانعتاق من الاحتلال والتحرر وتحقيق المساواة التامة بين الجنسين.
كل عام وكل نساء فلسطين بألف خير
رندة السنيورة
المديرة العامة لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي