الكلمة الشهرية لاكتوبر تشرين اول 2022
يستمر العطاء في مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي مع فريق عمل رائع. بداية الخريف في شهر أيلول سبتمبر هي ربيع للعمل اذ استطعنا ان نحقق المزيد من الخطوات والنجاحات خلال هذا الشهر واكتسبنا المزيد من الإصرار على تحقيق رؤية المركز المتمثلة بتمكين النساء من التمتع بحقوق كاملة في دولة فلسطين المستقلة والديمقراطية التي يسودها مبادئ سيادة القانون والمساواة والعدالة.
جائزة هذا الشهر كانت لفلسطين اذ حقق المركز خلالها إنجازا غير مسبوق للمؤسسات الفلسطينية وتم اختيار مركز المرأة ضمن المجموعة القيادية متعددة القطاعات لمنتدى جيل المساواة لأربع سنوات مقبلة، الى جانب الدول الأعضاء ومنظمات دولية وشبابية ونسائية.
هذا الاختيار بان يكون مركز المرأة ممثلا عن المجتمع المدني في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يحمل رسائل في مختلف الاتجاهات، فقد جاء نتيجة لسنوات من العمل، راكمها المركز خلال أكثر من ثلاثين عاما في خدمة رؤيته وأهدافه، بعمل دؤوب لم يتوقف للحظة رغم كثرة التحديات التي واجهها المركز، وما زال يواجهها ويزيل الصعاب واحدة تلو الأخرى.
استطاع المركز تحقيق موثوقية محلية ودولية قادت لهذا الاختيار في منتدى جيل المساواة الذي تأسس لتحقيق رؤية بيجين 1995، وجود مركز المرأة انجاز دولي لفلسطين اذ ان المركز ليس ممثلا لفلسطين انما للشرق الأوسط وشمال افريقيا، اذن هو انجاز يضع فلسطين على الخريطة بشكل اخر ويرسم دورا جديدا للمؤسسات الفلسطينية في الساحة الدولية بأن تكون في القيادة وفي مركز صنع القرار وليس فقط بالمشاركة التي كانت تتخذ سابقا وفي الكثير من الأحيان الطابع الرمزي.
لقد أعدنا رسم صورة مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية بشكل جديد واستطعنا ان نضع بصمة مهنية فلسطينية في مختلف مشاركاتنا الدولية وان نصنع قيمة مضافة ليس فقط لقضايا حقوق النساء او الحركة الوطنية الفلسطينية انما للإنسانية بأكملها.
في ذات الساحة الدولية كان مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي حاضرا في المنتدى الإقليمي السادس والعشرين لحركة حقوق الإنسان حول مسؤولية حركة حقوق الإنسان في المنطقة العربية وسط سياق دولي متغير في بروكسل.
انعقد المندى في وقت تزداد فيه المناقشات حول الحق في الخصوصية سخونة خاصة في الدول الاستبدادية التي تخصص موارد كبيرة لمراقبة المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الانسان والصحفيين والنشطاء. ترى هذه الدول ان منظمات حقوق الانسان والمعلومات التي تبث عبر الفضاء الرقمي عدوا لها لذا تحاول الحد من تأثيرها.
عملنا هذا الشهر تحت إجراءات جديدة يمارسها الاحتلال في مدارس القدس ومحاولة فرض مناهجه على أطفالنا وفرض قيود جديدة على حركة الأجانب وموظفي المؤسسات الدولية في الضفة الغربية واستمرار عمليات الاقتحام وقتل الفلسطينيين خاصة في مدينة جنين ومخيمها، واقتحامات لمناطق أخرى من الضفة الغربية.
العمل الميداني وتقديم الاستشارات والخدمات القانونية يبقى بقوة اذ استمر المركز بالعمل مع النساء على الأرض وتعاملت طواقمنا من المحاميات والمرشدات الاجتماعيات العشرات من القضايا للعمل عليها. وفي سبيل تعزيز شبكة الحماية للنساء ضحايا العنف في شمال الضفة الغربية نظم المركز تدريب متخصص في بناء قدرات شبكات حماية النساء في فلسطين واستهدف أعضاء الشبكات في محافظات الشمال قلقيلة وطولكرم وطوباس. جاء هذا التدريب بعد ورشة عمل تخطيطية لإطلاق شبكة حماية النساء في شمال الضفة الغربية.
وفي رام الله نفذ مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي تدريب متخصص في بناء قدرات الشبان والشابات الناشطين والناشطات من أعضاء وعضوات الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ومؤسسات حكومية ومجتمع مدني وحكم محلي من محافظات الضفة الغربية حول قرار مجلس الأمن رقم 1325 المتعلق بأجندة المرأة والسلام والأمن. جاء هذا التدريب ضمن مشروع "معاً ننهض We rise" بالشراكة مع مؤسسة طفل الحرب الهولندية War Child.
يسير العمل في المركز بالتوازي مع التخطيط والعمل لإطلاق مشاريع وانشطة أخرى خلال الفترة المقبلة لتحقيق رؤيتنا وغاياتنا.
رندة السنيورة
المديرة العامة لمركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي
