س.ش فلسطينية من غزة تبلغ من العمر 65 عام نزحت هي وزوجها وأولادها وعائلاتهم من قطاع غزة إلى الجنوب وتحديداً إلى أبراج الزهراء في الوسطى خوفاً على حياتهم بعد اشتداد القصف والصواريخ والقذائف في كل مكان، وحذرت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في ذلك الوقت من تفاقم الأوضاع الصحية في قطاع غزة واتساع دائرة انتشار الأمراض المعدية، ومرض شلل الأطفال، والأمراض الجلدية بسبب الشح الكبير في المياه الصالحة للاستخدام الآدمي مما يترتب عليه إنعدام النظافة الشخصية خاصة بين جموع النازحين في الخيام، والافتقار لمختلف مواد التنظيف في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والتلوث الناجم عن الانتشار الواسع للمياه العادمة في الشوارع والطرقات وبين خيام النازحين، تم تهديد جميع المنطقة والأبراج بالإخلاء الفوري باعتبارها منطقة قتال خطيرة بعد مكوثهم شهر فيها، وحينها تفرقت العائلة ولم يبقَ شخص مع الآخر.
قررت هي وزوجها الذهاب إلى دير البلح ولم تكن الحياة بتلك السهولة هناك فقد كانت من أصعب الأيام وأشدُّها معاناة، كان المخيم مليء بالنازحين ودورة المياه مشتركة بين الجميع، يواجهون معاناة شديدة في توفير مياه صالحة للشرب، ولكبر سنها وزوجها البالغ من العمر 70 عام كانوا بحاجة إلى رعاية وعناية خاصة.
استيقَظتْ من النوم ذات صباح تشعر بِحُرقة شديدة في جسمها ولاحظت ظهور حبوب صغيرة في منطقة الرقبة والصدر مع ألم شديد، لم تستطع النوم ليلاً من شدة الألم والحرقة لدرجة البكاء، اعتقَدتْ أنها قد تكون حساسية من طعام معين تناولَتْه لكن الأمر لم يكن كذلك، فذهبت إلى النقطة الطبية الموجودة في المخيم لكنها لم تشعر بتحسن وكانت الحبوب تكبُر وتنتشر بشكل أسرع، وحينها قررت الذهاب إلى طبيب مختص كونها كانت قلقة من احتمالية أن تكون مصابة بمرض معدي قد ينتقل إلى زوجها الكبير في السن، فشخَّص الطبيب الحبوب بأنها طفح جلدي غير معدي ظهرت نتيجة الحر الشديد وصعوبة الأوضاع في الخيام وأكد الطبيب على عدم تعرض الطفح الجلدي للماء، فقام بإعطائها حُقَن وطلب منها شراء كريمات من الصيدلية لعدم توفرها في المستشفيات لكنها لم تجدها أيضاً في الصيدليات.
واجهت صعوبة شديدة فيما يتعلق بمسألة الاستحمام وتجنب وصول المياه إلى الطفح الجلدي كما أخبرها الطبيب خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والحاجة إلى الاستحمام في كل وقت، إضافةً إلى الازدحام السكاني نتيجة صغر حجم المخيم وزيادة عدد النازحين إليه، وقلة توفر المياه الصالحة للشرب وانتشار للمياه الملوثة ومكبّات النفايات حول المخيم التي زادت من انتشار الأمراض الجلدية المعدية وغير المعدية.