بيان صادر عن مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي
بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي
بمناسبة الثامن من آذار، يُهنئ مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي النساء الفلسطينيات خصوصاً، ونساء العالم عموماً، اللواتي رسمنّ في هذا اليوم أيقونة كفاح المرأة ونضالها المتواصل عبر التاريخ من أجل إزالة جميع أشكال التمييز والقمع والاضطهاد، وتحقيق العدالة والمساواة في مجالات الحياة كافة.
نحيي هذا اليوم والمرأة الفلسطينية تواصل مسيرتها الكفاحية إلى جانب طليعة مناضلي شعبنا الفلسطيني لتحقيق حقوق شعبنا، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والاستقلال الناجز وبناء دولته المستقلة، أسوة ببقية شعوب هذا الكون.
نستذكر في هذا اليوم أن الاحتلال وبطشه لا يزال يشكل العقبة الرئيسية التي تقف في طريق النهوض بمكانة المرأة، ويعيق تقدمها ومساواتها في مختلف المجالات، ولا تزال ماثلة أمامنا مشاهد بطش جنود الاحتلال ومجازره المتلاحقة ضد شعبنا، ولا تزال النساء تواجه بعزيمة وإصرار هجمات قطعان المستوطنين واعتداءاتهم على النساء والرجال والبيوت والأشجار والممتلكات، والتي شاهدنا الأسبوع الماضي أكثرها تعبيراً عن هذه العنصرية في بلدات جنوب شرق نابلس (حوارة، بيتا، بورين، مادما وعصيرة القبلية) وغيرها من قرى وبلدات ومدن ومخيمات شعبنا.
من الجهة الأخرى فلا تزال النساء تعاني من التمييز والعنف ضدها في عدد كبير من المجالات. ولا تزال الثقافة الأبوية الذكورية تعيق تحقيق إنجازات ذات مغزى على صعيد تحقيق العدالة والمساواة. وعلى الرغم من ارتفاع نسب التعليم لدى الإناث، حيث بلغت نسبة الاناث[i] في مؤسسات التعليم العالي حوالي 62% من مجموع طلبة هذه المؤسسات للعام الدراسي 2021/2022 إلا أن نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة للعام 2022 لا تزال في حدود 19%، فيما بلغ معدل البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة حوالي 40%[ii].
لا تزال النساء بعيدة عن المساواة في صنع القرار والحياة العامة والمواقع القيادية حيث بلغت نسبة النساء اللواتي تم انتخابهنَ وتعينهنَ في الانتخابات المحلية 2021/2022 نحو 21% مقابل 79% للرجال. وتشكل النساء من نسبته حوالي 23% من أعضاء المجلس المركزي و19% من أعضاء المجلس الوطني، و12% من أعضاء مجلس الوزراء، كما أن هناك امرأة واحدة تشغل منصب محافظ من أصل 15 محافظاً، 1% من رؤساء الهيئات المحلية في فلسطين هنَ من النساء، أما عن ادارة مجلس الغرف التجارية والصناعية والزراعية فقد بلغت 1% فقط من النساء، وحوالي 19% نسبة القاضيات، وبلغت نسبة النساء أعضاء النيابة 18%[iii].
ولا تزال النساء تتعرض لأشكال العنف المختلفة، كالعنف الجسدي والنفسي واللفظي والجنسي، وتتعرض الكثير من حقوقهن في المجالات الصحية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، بل وينتهك حقن في الحياة، فلا تزال ظاهرة قتل النساء قائمة، حيث رصد المركز قتل (57) امرأة وفتاة خلال عامي 2021-2022 في الضفة الغربية وقطاع غزة. بينما لا تزال العديد من القوانين والتشريعات بحاجة إلى الكثير من التعديلات التي تؤهلها للتحقيق الفعلي لواقع المساواة. كما لا تزال بعض التشريعات والإجراءات تنتظر منذ سنوات طويلة إقرارها والمصادقة عليها كقانون حماية الأسرة من العنف، الذي من شأنه التقليل من حدة العنف والتمييز وتوفير الحماية للنساء ولجميع أفراد الأسرة من هذا العنف الذي يعصف بكل مكونات الأسر الفلسطينية ويهدد نسيجها الاجتماعي والوطني.
دون التقليل من أهمية ما تحقق حتى الآن، فإن نساء فلسطين يطمحن إلى المزيد من الخطوات والإجراءات التي تشكل نقطة نوعية هامة في تحقيق العدالة والمساواة المجتمعية، والتي تجد عناوينها الرئيسية في توفر الإرادة الحقيقية بتحويل كل التزامات فلسطين وتعهداتها في المواثيق التي صادقت عليها الى خطوات فعلية على أرض الواقع وبصورة تتواءم مع تلك المعاهدات.
التحية والتقدير لكل نساء فلسطين
عاش الثامن من آذار يوم المرأة العالمي
مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي
رام الله-8 آذار 2023
