ورشة عمل مع الاعلاميين لعرض ومناقشة التقرير التحليلي حول التغطية الاعلامية لقضايا المرأة

  • الرئيسية
  • الأخبار
27 نوفمبر 2013

ورشة عمل مع الاعلاميين
لعرض ومناقشة التقرير التحليلي حول التغطية الاعلامية لقضايا المرأة

تقرير: نبيل دويكات
عقدت الورشة بتاريخ 23/11/2013 في قاعة فندق السيزر وحضرها مجموعة من الاعلاميين اضافة الى عدد من طاقم مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي. تحدث في بداية الورشة المحامي أشرف أبو حيه مرحبا بالمشاركين، واوضح ان الهدف من الورشة هو عرض التقرير الذي اعده المركز حول التغطية الاخبارية لقضايا المرأة في الصحافة المكتوبة للعام 2012، وتحديدا في صحيفتي الايام والقدس. واكد ابو حية ان المركز اهتم بتوجيه دعوات رسمية لكل من جريدتي الايام والقدس اللذان تناول التقرير تغطيتهما الاخبارية، وذلك من اجل فتح حوار ونقاش حول التقرير للخروج بخلاصات ونتائج تسهم في تطوير التغطية الاخبارية في هذا المجال، وبما يسهم في تغيير وتعديل الصورة النمطية للمرأة كما تظهر بشكل عام في الاعلام.


ثم تحدث منسق الاعلام في مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي موضحا ان التقرير يتناول بالتحليل من منظور النوع الاجتماعي لطبيعة التغطية الاعلامية لقضايا المرأة كما ظهرت خلال العام 2012، وتحديدا في الاعلام المكتوب. واشار دويكات الى ان المركز يعكف منذ عدة سنوات على رصد وتوثيق التغطية الاعلامية لقضايا المرأة المختلفة، وخاصة الاعلام المكتوب متمثلا في الصحف اليومية الثلاث، ويصدر في نهاية كل عام تقرير يتضمن كافة المواد الاعلامية التي نشرت خلال العام لكي يكون مرجعا للمهتمين والمتابعين والدارسين لهذا الموضوع. واوضح دويكات ان المركز توسع خلال العام عبر بناء تقرير تحليلي لما تم رصده وتوثيقه من اخبار، مستندا في ذلك على منظور النوع الاجتماعي بهدف التوصل الى نتائج وتوصيات تسهم في فتح نقاش وحوار مع وسائل الاعلام يساهم في بناء اطار عام لرصد وتوثيق وتغيير الصورة النمطية للمرأة في الاعلام، وسبل وآليات العمل على تغييرها، لما للاعلام من دور هام في تغيير هذه الصورة النمطية وبناء توجهات اكثر ايجابية تجاه صورة المرأة وقضايا.

اكد دويكات ان مجمل ما تم رصده من مواد اعلامية في الصحيفتين طوال العام هو (62) مادة اعلامية، مشيرا الى ان هذا العدد من المواد اضافة الى طبيعتها وحجمها ومصادرها واماكن نشرها في الصحف يشير بشكل عام الى استمرار تدني اهتمام الاعلام بقضايا المرأة، رغم التقدم الحاصل خلال السنوات الاخيرة، كما ان هناك تفاوتا في درجة الاهتمام بين وسائل الاعلام المختلفة. وعرض دويكات سلسل من النتائج التي خلص اليها التقرير التحليلي وهي:

- الاستمرار في رصد وتوثيق صورة المرأة في الاعلام وتوسيع مجالات وجوانب الرصد، وتشجيع البحث والتحليل لنتائج الرصد وتحفيزه. وتوفير السبل امام مناقشته مع الاعلاميين ووسائل اعلامهم.

- رغم وجود تقدم في تناول الاعلام لقضايا المرأة الا انه لا يزال هناك تدني في اهتمام الاعلام بهذه القضايا، خاصة اذا علمنا ان قضايا المرأة لا تقتصر على ظاهرة "قتل النساء" على خطورتها. الا ان هناك الكثير من مظاهر واشكال التمييز والعنف ضد المرأة التي قد تكون واحدة من الاسباب التي تعيد انتاج ظاهرة قتل النساء. وهي لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل الاعلام. وهناك حاجة لمزيد من البحث من اجل تطوير دور الاعلام في هذا المجال.

- صورة المرأة عامة في الاعلام، لا تزال بشكل عام هي صورة الضحية، المقتولة او المنتهكة الحقوق، وهي الطرف الاضعف في المجتمع. ومع ذلك فحتى حين تكون المرأة ضحية ومقتولة ومنتهكة حقوقها فهي تبقى في خانة التمييز ضدها من حيث تناول وتداول الاعلام لذلك. والسؤال هنا هل يقوم الاعلام بعرض نماذج وصور اخرى للمرأة، مثلا المرأة الناحجة في القيام بادوار سياسية او اقتصادية او اجتماعية .. الخ؟

- ومع ذلك تبقى الصفة الغالبة على اهتمام وسائل الاعلام، على قلتها، هي الاهتمام في جانب واحد تقريبا، وهو قتل النساء وانتهاك حقهن في الحياة، في حين لا تحظى الجوانب الاخرى من العنف والتمييز ، حتى بنفس الاهتمام، مع ان الارقام والاحصاءات الواردة اعلاه تشير الى ارقام هائلة. وهذا يشير الى الاستنتاج التالي.

- ان الاعلام لا يزال يسير ببط شديد في كسر بعض الحواجز والمحظورات الاجتماعية،وربما لا يتقدم اصلا في هذا المجال، فرغم اتساع دائرة وارقام انتهاك حقوق النساء في مختلف المجالات، الا ان ذلك لا ينعكس في الاعلام بصورة مناسبة.

- هناك حاجة لنقاش واسع ومعمق مع الاعلاميين عامة حول مجمل القضايا المشار اليها، لكن هناك حاجة واهمية لمناقشة ذلك مع المستويات المختلفة من صنع القرار في وسائل الاعلام المختلفة بهدف البحث في السياسات والاولويات والتوجهات، جنبا الى جنب مع الخوض في التفاصيل الاخرى المختلفة.

- رفع درجة الاهتمام وعرض صور ونماذج مختلفة للمرأة في الاعلام. صحيح ان عرض وتناول انتهاكات حقوق النساء على اختلافها ذو اهمية كبيرة، لكن هناك اهمية لفحص الهدف والتوجهات من وراء ذلك اولا. وثانيا تناول جوانب اخرى من حياة المرأة ومشاركتها في حياة المجتمع في كافة جوانبه، اي عرض نماذج ايجابية لمشاركة المرأة.

- التشجيع المستمر للاعلاميين لتناول قضايا المرأة ونقاشها، وكسر حواجز المحظورات الاجتماعية التي تضع حدود وحواجز عديدة على تناول وتداول هذه القضايا، واشراك النساء انفسهن، اضافة الى المجتمع المحلي في طرح وتناول هذه المواضيع.

وفي الجزء الثاني من الورشة فتح الباب امام المناقشات والمداخلات حيث اشار مجيد صوالحة من الهيئة المستقلة الى اهم الرصد والتوثيق وجمع المعلومات حول التغطية الاعلامية لقضايا المرأة في الاعلام، وتمنى ان تكون هناك دراسة مقارنة لتناول هذا الموضوع الهام. واكد صوالحة على اهمية دور الاعلام في تطوير الوعي المجتمعي تجاه قضايا المرأة عموما. اما الاعلامية جمان قنيص فاشارت الى اهمية التركيز على مضمون المواد الاعلامية وليس الارقام فقط، واكدت على ان هناك تقصير من الاعلام تجاه قضايا المرأة والطفل عموما، ودعت الى توسيع عملية الرصد والتوثيق لتشمل وسائل الاعلام المختلفة وليس المكتوب فقط. الباحثة ريما نزال اكدت خلال مداخلتها على اهمية الاعلام في تغيير التوجهات العامة تجاه المرأة وقضاياها، واشارت الى اهمية رصد الخطاب الديني تجاه المرأة عموما، وايلاء اهمية خاصة للخطاب المتنور لرجال ودعمه وتعزيزه لما له من اهمية في التأثير في المجتمع.

الاعلامي غازي بني عوده اشار الى ان الرصد والتوثيق يهدف الى تحقيق هدف محدد، ولذل هناك اهمية لتطوير منهجية للرصد والتوثيق وتوسيعها لتكون اكثر شمولية ومنهجية. واشار بني عودة الى اهمية الاعلام الاجتماعي. كما دعا الى اهمية تطوير معايير للقياس للبناء عليها. واكد بني عوده على ان الاطار العام للتغطية الاعلامية لقضايا المرأة لا يخرج كثيرا عن اطار النمط التقليدي في النظر للمرأة بنفس العقلية التقليدية داعيا الى اهمية العمل مع الاعلاميين لتطوير آليات جديدة معهم لتغيير الصورة النمطية للمرأة في الاعلام، وكذلك تعزيز التنسيق والعمل مع المؤسسات الاخرى المختصة بهذا المجال.

وتحدث ايضا خلال الورشة الاعلامي منتصر حمدان الذي استعرض تجربة منتدى الاعلاميين لنصرة قضايا المرأة، وقدم عدد من الملاحظات النقدية للتقرير متسائلا عن عدد الانتهاكات التي تعرضت لها النساء خلال العام 2012 لكي يمكن اجراء المقارنة لها مع ما تم نشره من تغطية اعلامية حولها. واشار الى ان هدف عملية الرصد هو تقديم حقائق كاملة بالارقام والاحصاءات ووضعها امام المسؤولين والاعلاميين وصناع القرار في المؤسسات الاعلامية المختلفة. ودعا حمدان الى اشراك اكبر عدد من المؤسسات في هذه اطار مرصد وطني، اضافة الى بناء منهج شامل في عملية الرصد والتحليل.


المحامية والناشطة النسوية حليمة ابو صلب تساءلت عن الذي يحدث تغير في الاعلام بشكل عام هل هو محصور في مجال الادارة، ام المدير العام، ام رؤساء التحرير؟؟ وهل يوجد رقابة للجريدة ام لا؟؟ من يريد التغير ومن الذي يتغير؟؟ وتحدث خلال الورشة ايضا عدد من طاقم مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي وطرحت عدد من التوصيات اهمها:


التوصيات:
- هناك اهمية للاستمرار في اصدار مثل هذا التقرير، وتطوير منهجيته ومناقشته مع الاعلاميين.
- التأكيد على اهمية اشراك وسائل الاعلام المختلفة في مثل هذه الورشات.
- تشجيع وتحفيز مجموعة من الصحفيين للعمل في اطار تغيير الصورة النمطية للمرأة في الاعلام، وتوفير كافة التسهيلات لهم وخاصة في مجال الحصول على المعلومات.
- دعوة مركز المرأة الى فتح الابواب امام الاعلاميين للحصول على المعلومات اللازمة للاعلاميين لانتاج مواد اعلامية متميزة، وتوفير امكانية مقابلات نساء وفتيات يتعرضن للعنف وانتهاك حقوقهن المختلفة، مع توفير كافة الضمانات لها في الحفاظ على السرية والخصوصية.
- التشاور المستمر مع الاعلامين في التقرير لبناء منهجية واضحة ومحددة للرصد والتوثيق.